ردا على الذين ينكرون بأن موت السيد المسيح كان موتا نيابيا ؟؟
<<<( فى اللاهوت الأرثوذكسي [٤] )>>>
+++==================+++
««« موت السيد المسيح الكفارى (٣) »»»
+++==================+++
-------------------------------------------
ردا على الذين ينكرون إيماننا الراسخ المستقيم المسلّم لنا من الرسل الأطهار بشهادة الكتاب المقدس والآباء العظام بأن موت السيد المسيح كان موتا نيابيا نقول :
** إن موت السيد المسيح الكفارى على خشبة الصليب المقدسة كان موتا نيابيا .. لأنه وأن كان قد مات لأجلنا حاملا طبيعتنا .. فهو قد مات "عنا" أيضا إذ حمل خطايانا فى جسده ، وتحمل حكم الموت المحكوم به ضدنا ، لأنه كان نائبا عنا فى سداد ديننا وايفاء عقوبة خطيتنا ف « أجرة الخطية هى موت »( رو ٢٣:٦) وهو مات عنا ودفع أجرة خطيتنا بموته عنا .
** أكد الكتاب المقدس هذه الحقيقة حيث قال :
+ مجروح لأجل معاصينا ، مسحوق لأجل آثامنا ، تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا . كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا ... أما الرب فسر بأن يستحقه بالحزن أن جعل نفسه ذبيحة إثم ... سكب للموت نفسه واحصى مع أثمه وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين ( أش٥:٦٣- ١٢)
والسؤال هنا : من المجروح؟ ولأجل من؟ .. من المسحوق؟ ولأجل من ؟ .. من الذى شفانا بجراحاته؟ .. من الذى وضع عليه إثم جميعنا؟ .. من الذى جعله الآب ذبيحة إثم؟ .. وإثم من الذى كفرت عنه هذه الذبيحة؟ .. أليست هذه هى خطايانا وآثامنا التى حملها ومات من أجلها كنائب عنا؟!!!
ومع هذا يأتى من ينكر أن السيد المسيح مات عنا ، وأن الفداء لم يكن بالنيابة إنما نحن قد متنا معه على الصليب ، بينما رب المجد يقول : « قد دست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن معى أحد »( أش ٣:٦٣) و القديس بطرس يؤكد لنا أنه « ليس بأحد غيره الخلاص »( أع ١٢:٤) !!! :
+ مات لأجل الجميع ، فالجميع إذن ماتوا( ٢كو ١٤:٥)
والسؤال هنا : من الذى مات؟ .. ولماذا اعتبر القديس بولس أن موته هو موت للجميع؟ أليس لأنه كان نائبا عن الجميع؟!!! :-
** السيد المسيح يؤكد أنه جاء ليبذل نفسه عن الجميع :
+ لأن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين ( مت ٢٨:٢٠ ، مر ٤٥:١٠)
+ لأن هذا هو دمي الذى للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرةالخطايا( مت ٢٨:٢٦ ، مر ٢٤:١٤)
+ وأخذ خبزا وشكر وكسر و أعطاهم قائلا : هذا هو جسدى الذى يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكرى ، كذلك الكأس أيضا بعد العشاء قائلا : هذه الكأس هى العهد الجديد بدمى الذى يسفك عنكم ( لو ١٩:22 ، ٢٠)
+ أنا هو الراعى الصالح والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف ( يو ١١:١٠)
وفى هذه الآيات التى نطق بها فم المخلص ذكر كلمة "عنا" ولم يذكر كلمة "لأجلنا" التى حاول أحدهم أن يعطيها معنى آخر غير معنا ليؤكد فكره المنحرف ، واعتبر أن استخدام كلمة "عنا" خطير جدا حيث قال : { كلمة "عنا" هنا خطيرة للغاية إذ تجعل قبوله الموت واللعنة كاستحقاق شخصى وهذا يلغى الفدية إلغاء }( كتيب الفدية والكفاءة ص ٢١) !!!
فهل أخطأ السيد المسيح عندما استخدمها؟ !!! حاشا .. أم أخطأ كتبة الوحى فذكروها؟ !!! حاشا أيضا « فكل الكتاب هو موحى به من الله »( ٢كو ١٦:٣) . أم هو كبرياء العقل الذي جعل كاتبنا يظن نفسه أحكم من الله؟ !!!
** قانون الإيمان الذى وضعه آباء مجمع نيقية عام ٣٢٥م وكان عددهم ٣١٨ أسقف ، يؤكد أن السيد المسيح صلب ومات عنا .
** ألحان وصلوات الكنيسة كلها تؤكد أن السيد المسيح تألم وصلب ومات عنا تأكيدا لعقيدة موت السيد المسيح النيابى فعلى سبيل المثال نقول فى لحن "اجيوس" « يا من صلب عنا ارحمنا » . ونقول فى مرد الطرح فى اسبوع الآلام « المسيح مخلصنا جاء وتألم عنا ... »
** تعاليم الآباء العظام الذين عاشوا فى القرون الأولى للمسيحية كلها تؤكد أن موت السيد المسيح الكفارى كان موتا نيابيا :
يقول القديس أثناسيوس الرسولى : { فكان هو وحده الذى يليق بطبيعته أن يجدد خلقة كل شئ ، وأن يتحمل الآلام عوضا عن الجميع وأن يكون نائبا عن الجميع لدى الآب }( تجسد الكلمة ٥:٧)
ويقول أيضا : { لأنه كان لابد من الموت ... نيابة عن الجميع ... لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس }( تجسد الكلمة ٥:٢٠)
ويقول أيضا : { وإذ قدم "الكلمة" ذلك الجسد الذى أخذه لنفسه ، كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة ، فقد رفع حكم الموت فورا عن جميع من ناب عنهم }( تجسد الكلمة ٧:٥)
+ يقول القديس كيرلس : { لأنه كان ضروريا أن يموت الواحد عن الكل لأن حياة هذا الواحد بالذات تساوى حياة كل البشر }( شرح يو ٧:١٨ - ٣٤)
ويقول أيضا : { فقد خضع للحكم وقد قبل الإدانة عن غير عدل ، وتحمل ما كان واجبا عدلا أن يتحمله الذين هم تحت اللعنة ، حتى يموت نيابة عن كل البشر }
وهكذا نرى أن موت السيد المسيح الكفارى كان موتا نيابيا ...
وإلى لقاء آخر ...
ابدياكون اميل جرس حنا
Post a Comment