Header Ads

test

3- القول أن القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته للراهب آمون، قال بتناول المرأة الحائض!!

رابعًا: مشكلة أقوال الآباء:
3- القول أن القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته للراهب آمون، قال بتناول المرأة الحائض!!
******************************************

بداية نستعرض رسالة القديس أثناسيوس الرسولى للراهب (آمون)
يقول القديس أثناسيوس فى رسالته:
[كلُّ الأشياء التي صنعها االله جميلة وطاهرة، لأنَّ كلمة االله لم يصنع شيئًا عديم النفع أو غَير طاهر، لأننا: «رائحة المسيح الذكية في الذين يخلصون» (٢كو 15:2) كما يقول الرسول، ولكن بما أنَّ سهام إبليس متنوعة وماكرة، وهو يتحايل لإزعاج البسطاء، ويحاوِل أنْ يعيـق الأخوة عـن الممارسات العادية، ملقِيا بينهم سِرًا أفكارًا عن النجاسة والدنس، لذلك دعنا نطرد خطأ (ضلالة) الشرير بواسطة نعمة المُخلِّص، ونثبت قلوب البسطاء لأنَّ كل شيء طاهر للطَّاهرين (تي 15:1) ... أما ضمير النجسين (يقصد الهراطقة والمنافقين)، وكل ما يختص بهم، فقد صار دنسًا وإني أتعجب أيضا مِن خبث الشيطان، لأنه رغم أنه هو الفساد بذاته، والسوء بعينه، فهو يوعِز بأفكاره تحت مظهر الطَّهارة، وتكون النتيجة فخًا لا امتحانًا. فإنه ـ كما سبق وقُلت ـ لكي يصرف النساك عن تأملهم المفيد الذي اعتادوه، ولكي يظهِر أنه ينتصر عليهم، فإنه يـثير بعض أفكار طنانة لا فائدة في الحياة لها، بل هي أمور باطلة وسخافات يجب على الإنسان أنْ يطرحها جانبًا. فأخبرني أيها الصديق المحبوب والكثير التقوى جدًا: ما هي الخطية أو النجاسة الـتي توجد في إفراز الجسم الطَّبيعي؟ كما لو كان فِكر الإنسان مهتمًا بأنْ يجعل مِن إفرازات الأنف أو بصاق الفم ـ وهي ضرورة طبيعية ـ أمرا يستحق اللَّوم؟ ونضيف أيضا ما تفرزه البطن كلَّها ضرورة طبيعية تحتمها حياة الكائن الحي. وبالإضافة إلى ذلك، فإنْ كُنا نؤمِن ـ أنَّ ما تقوله الكتب الإلهية ـ إنَّ الإنسان هو عمل االله، فكيف يمكن أنْ ينتج عملاً دنسًا مِن قوة نقية؟ وإذا كُنا نحن ذرية االله حسب ما جاء في أعمال الرسل الإلهية (أع 28:17)، فليس في أنفسنا شيءٌ نجس. ولكننا حينما نرتكب الخطية، وهي أكثر الأشياء قذارة، فعندئذٍ فقط تجلب على أنفسنا الدنس. ولكن عندما يحدث أي إفراز جسدي بدون تدخل الإرادة، فإننا نعرف بالخِبرة أنَّ هذا يحدث كما في أشياء أُخرى بضرورة الطَّبيعة. ولكن حيث أنَّ أولئك الذين لذَّتهم الوحيدة هي مناقَضة ما يقال باستقامة، أو بالأحرى ما هو مِن صنع االله يقبلون حتى القَول الذي في الأناجيل مستندين إلى قَول الرب: «ليس ما يدخل الفم ينجس بل ما يخرج» (مت 11:15)، لذلك نحن مضطرون أنْ نوضح لهم عدم المعقولية هذا. فهذا ليس مجرد تساؤل معقول. فإنهم أولاً كأشخاص غَيـر ثابتين يحرفون الكُتب (٢بط 16:3) بسبب جهلهم الخاص بهم. أما معنى القَول الإلهي كالآتي: كان بعض الأشخاص كهؤلاء في هذه الأيام يتشكَّكون مِـن جهة الأطعمة. والرب نفسه لكي يبدد جهلهم ـ أو ربما ليشفي خداعهم ـ يقرر أنَّ ليس ما يدخل الإنسان ينجسه بل ما يخرج منه. ثمَّ يضيف بالضبط مِن أين يخرج: مِن القلب لأنه يعلَم أنَّ هناك توجد الكنوز الشريرة للأفكار الدنسة والخطايا الأخرى. والرسول يعلِّم نفس الشيء ولكن بأكثر اختصار قائلاً: «ولكن الطَّعام لا يقدمنا إلى االله» (١كو 8:8). وأيضا فمِن المعقول أنْ نقول إنَّ أي إفراز طبيعي لن يقـدمنا أمامه للعقاب!!! وعلى الأرجح، فإنَّ رِجال الطِّب يؤيدوننا في هـذه النقطة، فنقول هذا لكي نخجِل هؤلاء القَوم على أيدي الخارجين عن مجال التعليم الديني، فإنهم يخبروننا أنه توجد مسالك ضرورية معينة موافقة للجسم الحي لأجل طرد فائض الإفرازات التي في أجزائنا المُختلفة ... وإخراج الفائض مِن المسالك البولية. فباسم االله أسألك أيها الشيخ المحبوب جدا مِن االله، أية خطية إذن هناك إنْ كان السيد الذي صنع الجسد هـو الذي شاء وخلَق القنوات التي تفرز هذه الإفرازات؟ وحيث يجب علينا أنْ نجيب على الاعتراضات الخاصة الإفرازات التي يقدمها هؤلاء الناس الأشرار، إذ قد يقولون (إنْ كانت الأعضاء قد صورت بتنوع بواسطة الخالق، إذن فلا توجد هناك خطية في استعمالها فعـلاً). فلنوقفهم بهـذا السؤال: ماذا تقصد بالاستعمال ـ هل هو ذلك الاسـتعمال الصحيح (الشرعي) الذي سمح به االله عندما قـال: "أثمـروا واملأوا الأرض" (تك 28:1)، والذي صادق عليه الرسول في الكلمات: "ليكن الزواج مكرما والمضجع غَير دنِس" (عب 4:13)، أم ذلك الاستعمال المُشاع، ولكنه يجري في تلصص وبصورة زنا؟ فمبارك هو الذي ـ إذ قد حمل نِير الزواج في شبابه بحريته ـ ينجِب أطفالاً بالطَّريقة الطَّبيعية، ولكن إذا استعمل الطَّبيعة بفجور، فإنَّ عقاب ذلك يكتب عنه الرسول أنه ينتظر العاهرين والزناة.]


ومن هذه الرسالة البابوية نستخلص النقاط التالية:
[أولاً]
من المستحيل أن يكلم البابا راهبًا عن سيل المرأة وإفرازاتها فى فترة الطمث والنفاس، فالراهب ساكن الجبال ماله وما للمرأة من إفرازات طمث ونفاس؟!!

[ثانيًا]
الرسالة تتكلم عن إفرازات الجسم الطبيعية التي لا يجب أن تعيقنا عن الصلاة والتأمل، وقد حدد فيها القديس أثناسيوس سبب الحديث فى هذا الأمر. فقال:
أنَّ إبليس [يتحايل لكي يزعج بسطاء العقول، ويحاوِل أنْ يمنع الأخوة مـن الممارسات العادية]. وقطعًا هذه الممارسات صلاة أو تأمل أو أى ممارسات يومية عادية ولكن ليس التناول، فالقداسات في عهد أثناسيوس الرسولي (ق. 4م) لم تكن من الممارسات العادية، وأيضًا التناول من جسد الرب ودمه يُعَد من الممارسات المقدسة الغير عادية.

[ثالثًا]
الفقرة التي تقول:
[وإني أتعجب أيضا مِن خبث الشيطان، لأنه رغم أنه هو الفساد بذاته، والسوء بعينه، فهو يوعِز بأفكاره تحت مظهر الطَّهارة، وتكون النتيجة فخًا لا امتحانًا. فإنه ـ كما سبق وقُلت ـ لكي يصرف النساك عن تأملهم المفيد الذي اعتادوه، ولكي يظهِر أنه ينتصر عليهم، فإنه يثير بعض أفكار طنانة لا فائدة في الحياة لها، بل هي أمور باطلة وسخافات يجب على الإنسان أنْ يطرحها جانبا].
هذه الفقرة توضح أن المقصود من الرسالة أصلاً هو التأمل الذى اعتاده الراهب ويتملك عليه فى هذه الفترة، ويجد نفسه متسجسًا حين يتأمل دون قصد وهو على هذا الحال. فهذه الفقرة تتكلم عن النسك والنساك وتأملهم المفيد الذي اعتادوه، وأنها لا تتكلم عن المرأة وإفرازاتها والإفخاريستيا وسر التناول!!!
على العموم:
إن كانت هذه الفقرة تؤكد الغاية التي لأجلها أرسل القديس أثناسيوس الرسولي رسالته، إلا أن باقي الفقرات لا تتكلم لا على المرأة وإفرازاتها ولا عن سر التناول. فإن كان القديس لا يشير من قريب أو من بعيد إلى التناول من الأسرار المقدسة حتى للرجال فى حال سيلهم، فكيف يقولون أنه سمح للسيدات أن يتناولوا وهم عندهم الطمث أو النفاس؟ من أين جاءوا بهذا الكلام؟!!

[رابعًا]
هل بعد أن شهد القديس أثناسيوس للبابا ديونسيوس بأنه معلم الكنيسة الجامعة ، يعمل بعكس ما قاله؟!!
فقد قال البابا ديونسيوس فى رسالته إلى باسيليدس أسقف بنتابوليس: {.. اما السؤال لمس المرأة في وقت حيضها.. لا أعتقد أنه إذا كانت المرأة مؤمنة وتقية، فإنهن لايتهورن في مثل هذه الحالة. إما الاقتراب من المائدة المقدسة أو لمس جسم ودم الرب. بالتأكيد المرأة التي كان لها ينبوع الدم من اثني عشر عاما لم تلمس الرب نفسه، ولكن فقط طرف ثوبهولكن الإنسان الذي ليس نقيًا تمامًا في النفس وفي الجسد، يجب أن يكون محظورًا من الاقتراب من مقدس الأقداس.}
هل من الممكن أن يكون القديس أثناسيوس الرسول قد عصى من شهد له سابقًا بأنه معلم الكنيسة الجامعة، وراح يناول السيدات فى فترة حيضهن؟!!

[خامسًا]
البابا تيموثاوس الأول الذى كان تلميذًا لأثناسيوس الرسولى وخلفه على كرسى مارمرقس بعد أخيه البابا بطرس الثانى، بل ولازم القديس أثناسيوس فى مجمع صور وهو الذى نجاه من مكيدة الأريوسيين على يد المرأة الزانية، لم يكن يناول النساء وهن على هذا الحال.
فإن كان البابا أثناسيوس يناول السيدات فى فترة حيضهن، فهل يا ترى بعد هذا يغير البابا تيموثاوس تعاليم معلمه البابا أثناسيوس ويقول بعكس تعليمه؟!!
فلقد سُئِل: {إذا اتفق لأمرأة من الموعوظات أن حدث لها عادة النساء فى اليوم المُعَيَّن لإستنارتها بالمعمودية [أي جاءتلها عادة النساء فى اليوم الذيستتعمد فيه]، هل يجوز لها أن تُعَمَّد فى ذلك اليوم؟ فأجاب: لا تُعَمَّد حتى تعود نقيه} (مجموعة الشرع الكنسى السؤال السادس) ونقية هنا بمعنى النظافة الجسدية.
وسُئِل أيضًا: {هل يجوز لامراة وهي في دور الحيض أن تشترك في أي تناول؟ فأجاب: لا إلي ان تعود نقيه} (مجموعة الشرع الكنسى السؤال السابع)
فها هم البابا أثناسيوس الرسولي والبابا ديونيسيوس والبابا تيموثاؤس لا يقولون بتناول الإنسان من الأسرار المقدسة في حال سيله.

***************


فهرست

ليست هناك تعليقات