خامسًا: مشكلة نازفة الدم: *- القول أن نازفة الدم لمست جسد المسيح،والرب تلامس معهاولم يرذلها لما لمسته بل مدحها لئلا يعثرنا.
خامسًا: مشكلة نازفة الدم:
*- القول أن نازفة الدم لمست جسد المسيح،والرب تلامس
معهاولم يرذلها لما لمسته بل مدحها لئلا يعثرنا.
*******************************************
1) من الذي قال أنها لمست السيد المسيح له كل المجد؟
ومن الذي قال أن الرب لما عرفها تلامس معها؟
فها هي نصوص الكتاب المقدس نعرضها أمام القارئ العزيز:
"وَإِذَا امْرَأَةٌ نَازِفَةُ دَمٍ
مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً قَدْ جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَمَسَّتْ
هُدْبَ ثَوْبِهِ، لأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: «إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ
فَقَطْ شُفِيتُ». فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا، فَقَالَ: «ثِقِي يَا ابْنَةُ،
إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ" (مت 20:9-22).
"لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ، جَاءَتْ
فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ، وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ، لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ
مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا،
وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ. فَلِلْوَقْتِ
الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي
خَرَجَتْ مِنْهُ، وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» فَقَالَ لَهُ
تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ، وَتَقُولُ: مَنْ
لَمَسَنِي؟» وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هذَا. وَأَمَّا
الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ، عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ
لَهَا، فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ. فَقَالَ لَهَا: «يَا ابْنَةُ،
إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ»" (مر 27:5-34).
"وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقَدْ أَنْفَقَتْ كُلَّ مَعِيشَتِهَا لِلأَطِبَّاءِ،
وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تُشْفَى مِنْ أَحَدٍ، جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَلَمَسَتْ
هُدْبَ ثَوْبِهِ. فَفِي الْحَالِ وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. فَقَالَ يَسُوعُ: «مَنِ
الَّذِي لَمَسَنِي!» وَإِذْ كَانَ الْجَمِيعُ يُنْكِرُونَ، قَالَ بُطْرُسُ
وَالَّذِينَ مَعَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، الْجُمُوعُ يُضَيِّقُونَ عَلَيْكَ
وَيَزْحَمُونَكَ، وَتَقُولُ: مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي!» فَقَالَ يَسُوعُ: «قَدْ لَمَسَنِي وَاحِدٌ، لأَنِّي
عَلِمْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي». فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ
أَنَّهَا لَمْ تَخْتَفِ، جَاءَتْ مُرْتَعِدَةً وَخَرَّتْ لَهُ، وَأَخْبَرَتْهُ
قُدَّامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ لأَيِّ سَبَبٍ لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ بَرِئَتْ فِي
الْحَالِ. فَقَالَ لَهَا: «ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اِذْهَبِي
بِسَلاَمٍ»" (لو 42:8-48).
فهل في أى نص مما أوردنا أن المرأة لمست السيد المسيح ذاته؟
حتى في الآيات (لو 42:8-45) والتي قال فيها رب المجد:"مَنِ
الَّذِي لَمَسَنِي!"، أوضح القديس لوقا قبل ذلك أنها "لَمَسَتْ هُدْبَ
ثَوْبِهِ".
وكان يقصد الرب بقوله هذا: أن كل من لمس ثوبه (الذي يرمز لستر الهيكل)
بإيمان كأنه لمس جسد الرب نفسه، ولكنه في الحقيقة لم يلمس سوى هدب ثوبه أو ستر
الهيكل.
ولكن هل أيضًا في أى نص مما أوردنا أن الرب تلامس معها؟
لقد كان الرب يسوع يحترم الشريعة لأنها كلام الله، فكيف يلمسها ويخالف
ناموس العهد القديم؟ ففى (لا 15) يقول:
"وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ، وَكَانَ سَيْلُهَا دَمًا
فِي لَحْمِهَا، فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا
يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ" (لا 19:15).
ويقول أيضًا:
"وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِسًا، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ
وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ" (لا 27:15).
فالذى يمسها هو الذى يحسب متنجسًا بحسب مفهوم العهد القديم، ومع ذلك فقد
إلتزم السيد المسيح بالشريعة ولم يلمسها. ليس لأنها ستنجسه كما يقول البعض
ويتهكمون، ولكن لأنه يحترم ناموس العهد القديم.
فالسيد المسيح هو كلمة الله الذى خلق به الآب العالم، وهو كلمة الله الذى
أرسله الآب إلى العالم سواء فى العهد القديم في أيام صوتًا مسموعًا أو سفرًامقروءًا
أو في العهد الجديد متجسدًا. ولذلك فهو لا ينقض كلامه ولم يأتى لينقض، ولكن ليضيف
ويعلمنا آفاق جديدة عن مكنونات وصياه المقدسة. بل ويسمو بها فوق الإستخدام العادى
إلى مستوى الروح، لكن هذا الأمر لم يكمله الرب ولا أضاف إليه لا صراحةً ولا
تلميحًا.
فهو لم يجارى المرأة فى التلامس، ولم يؤيدها فى هذا.
فنازفة الدم لم تلمس الرب يسوع نفسه، وهو لم يتلامس معها بحسب الكتاب
المقدس كما يقولون.
فلماذا إذن يريدون أن تخطئ النساء ليس بلمسها طرف ستر الهيكل، ولا لمس جسد
الرب ودمه، بل تناوله في أجسادهن والإتحاد به وهن في أيام حيضهن؟!!!
2) لماذا مدحها السيد له المجد؟ هل مدحها لئلا يعثرنا كما يقولون؟
هناك كثيرون طلبوا من السيد مجهارةً أن يلمسوا هدب ثوبه، وكانوا يأتون ويلمسوه
وينالوا الشفاء!!
ففى بشارة متى يقول:
"وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ
يَلْمِسُواهُدْبَثَوْبِهِفَقَطْ. فَجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُواالشِّفَاءَ" (مت 36:14).
وفى بشارة مرقس يقول:
"وَحَيْثُمَا دَخَلَ إِلَى قُرىً أَوْ
مُدُنٍ أَوْ ضِيَاعٍ، وَضَعُواالْمَرْضَى فِي الأَسْوَاقِ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ
أَنْ يَلْمِسُوا وَلَوْهُدْبَثَوْبِهِ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَهُشُفِيَ." (مر 56:6).
فلماذا لم تطلب منه هذه المرأة نازفة مثلهم؟
لقد كان مرض هذه المرأة مرضًا لعينًا، أبقاها بعيدًا عن الناس جميعًا حتى
أقرب الأقربين. لا تلمسهم ولا يلمسونها طيلة 12 عامًا، ولا تذهب للهيكل ولا تلمس
المقدس، ولا تتحرك إلا بحساب طوال الإثنى عشر سنة. فلم يكن طوال هذه السنين ولا
ثانية واحدة فيها شئ من التَحَرُّرْ من المرض حتى تلمس شيئًا بطهارة، بالرغم من
سماعها عن معجزات الرب لاسمه السجود فى كل مكان.
فكيف تذهب للسيد المسيح وتطلب بجسارة أن تطهر أو أن تشفى؟!!
فلا تستطيع أن تكلمه وسط الجموع لئلا يوبخها، لذلك هدتها حيلتها لأن تتسلل
في خفية بكل اتضاع وبكل إيمان أنها ستشفى، حتى لو لمست ليس جسده بل مجرد هدب الثوب
الذى يلبسه.
لذا مدحها السيد لا على جسارتها، ولا لأنه موافق على لمسه وهي في هذه
الحالة. ولكن لأجل إيمانها أن الله سيشعر بها وسيعرف أنها تجاسرت لقلة الحيلة،
وعدم وجود الوقت الذى يسمح بالتلامس معه، طيلة الثلاث سنوات التى خدمها قبل صلبه
وقيامته المقدسة.
3) مرض المرأة هو نزف مستمر وليس طمثًا عاديًا
ففى (لا 15) مَيَّز الله الطامث العادية عن النازفة الدم، فقد ذكر
الأولى فى آيات والثانية فى آيات أخرى، لأن الأولى تختلف عن الثانية. صحيح أن
التطهير واحد (النازفة كما الطامث)، ولكن ليس الحالتان واحد من حيث العَرَضْ،
ولذلك ذكر الله الحالتان لأنهما مختلفتان عن بعضهما.
ففي الطمث العادي يقول:
"وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا
سَيْلٌ، وَكَانَ سَيْلُهَا دَمًا فِي لَحْمِهَا، فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي
طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ" (لا 19:15).
ثم يتكلم عن النزف المستمر فيقول:
"وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ يَسِيلُ
سَيْلُ دَمِهَا أَيَّامًا كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا، أَوْ إِذَا
سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا، فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا
فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ" (لا 25:15).
ولكن بالطبع أمر النازفة الدم في هذه الحالة أصعب، خصوصًا أن نزف الدم
استمر ليس أسبوعًا ولا شهرًا، ولا سنة بل إثنى عشر سنة كاملة. لذلك نقول أنه مرض
دام 12 سنة (ليس عَرَض لمدة أيام فقط). فنازفة الدم جاءت لأجل شفاء، وليس لها الوقت الذى تكون فيه نقية.فاضطرت أن تذهب بكل إنكسار وخجل،
وهي على هذا الحال لكي تُشفَى.
أما إن كانت طامث فهل كانت ستتجرأ وتأتى وتلمس هدب ثوب السيد؟ ولماذا؟
4) هل لو كان نزيف هذه المرأة طمثًا عاديًا ينتهي بعد بضعة أيام، كان سيمدحها رب المجد على لمسها له؟
أشك في هذا، فإن كانت بعد أيام ستتطهر من دمها الشهري، لماذا لا تنتظر حتى
تتطهر ثم تأتى إليه؟ وما الأمر المهم الذي يستدعي فيه أن تأتى إلى السيد بكل جسارة
وهي هكذا؟ خصوصًا أن السيد كان يجول من أسبوع وقد تباركت منه حين كانت نقية،
فالسيد ظل طوال ثلاث سنوات وثلث يخدم بينهم. فما الداعى لأن تكسر الشريعة وتأتي
إليه هكذا؟ وهل كانت ستأخذ حتى البركة وهي هكذا؟
والسيد أيضًا بالتأكيد لن يمدحها على
خرقها للناموس الذي أتىليكمله لالينقضه. بل بالأكثر منالمحتمل أن يعنفها على فعلها هذا، فهو واضع الناموس ومكمله.
وهناك من النصوص ما يؤكد على احترام السيد المسيح للناموس، فيقول القديس متى في
بشارته:
"حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ
وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ
وَالْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ
وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ
يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ" (مت 1:23-3).
فالرب كان يكلم الجموع وتلاميذه ويعلمهم حفظ الناموس والعمل به، لأنه هو
واضعه ومكمله فكيف لا يحترمه ويوقره فى عيون الشعب؟
بل لما جاءه الناموسي سائلاً:
"«يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ
لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»" (لو 25:10)،
فلم يجيبه إجابة مِن فيه فتكون مرجعًا جديدًا لكلامه فى العهد الجديد، بل شهد
للناموس سائلاً إياه: "فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي
النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟»" (لو 26،25:10).
وهكذا شهد رب المجد أن من يعمل بوصايا الناموس سيرث الحياة الأبدية.
وأيضًا إحترم الكهنوت الناموسي للعهد القديم، فى معجزة الأبرض الذي شفاه.
فيقول معلمنا متى:
"فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «انْظُرْ أَنْ
لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِاذْهَبْأَرِنَفْسَكَلِلْكَاهِنِ،وَقَدِّمِ الْقُرْبَانَ
الَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَىشَهَادَةً لَهُمْ»" (مت 4:8). فهل بعد شفاء ابن الله له، يحتاج لشهادة من الكاهن
بأنه قد شُفِى لكى يصدق الناس؟
5) أخيرًا نتسائل:
فلنفرض (جدلاً) أن التى لمست هدب ثوب المسيح طامث وليست نازفة، وأن السيد
شفاها من أى مرض لها كانت مريضة به معلنًا إيمانها، {برغم هذا لم يحدث ولو بدرجة 1
فى المليون}
هل لأنها لمست هدب ثوبه، يحق لكل طامث لا أن تلمس هدب ثوبه ولا أن تلمسه هو
نفسه ولا أن تلتصق به، بل أن تأكل جسده وتشرب دمه الطاهر في أحشاءها وتتحد
به؟!؟!؟!
نازفة الدم كانت مريضة ومسَّت أطراف الرب يسوع لأجل الشفاء، إذن هى حالة
استثنائية. فكيف نعمم أمرًا كان استثنائيًا، ونجعله لكل النساء الحائضات؟!!
إذن المرأة نازفة الدم:
+ لم تكن دنسة دناسة الخطية، بل نجاسة العهد القديم التي كانت بمعنى غير
نظيفة جسديًا أو غير نقية جسديًا ونفسيًا.
+ لم تلمس السيد المسيح بل هدب ثوبه
وحتى لو كانت لمست شخص السيد المسيح ذاته،فهذا لا يعني أنها ثبتت في الرب
والرب ثبت فيها (كما يحدث عند تناولنا من الإفخاريستيا)، فلا ينبغي لنا أن نخلط
الأمور.
+ سيلها لم يكن عرضًا لأيام كما يحدث لأي امرأة، بل كان مرضًا دام اثنتي
عشر عامًا، لذا لا ينبغي أن يتم تطبيقة على كل النساء.
+ لم يمدحها الرب يسوع لأجل أنها تجاسرت ولمست هدب ثوبه بدون استحقاق حسب
شريعة موسى (فالرب في مواضع كثيرة يحترم الشريعة)، ولكن مدحها لأجل إيمانها أن
الرب سيشفيها من مرضها.
ولذا فإنني أسأل: هل لو كان مرض المرأة طمثًا عاديًا، كان الرب يسوع
سيمدحها على جسارتها وكسرها لناموس الله؟!!
***************
فهرست
Post a Comment