هل كان القديس بطرس الرسول رئيسا علي سائر الرسل؟ وردود قوية علي أكاذيب أسطفانوس دانيا
هل كان القديس بطرس الرسول رئيسا علي سائر الرسل؟
بقلم الابذياكون إميل جرس مدرس العقيدة الكلية الاكليريكية
1- دحض رئاسة بطرس
ان الكتاب المقدس يعلمنا بأن السيد المسيح أنتدب اثنى عشر تلميذا من عامة الناس واعطاهم جميعا قوة متساوية للكرامه بإسمه ودرعهم بعمل المعجزات لشفاء المرضى وإقامة الموتى وتطهير البُرَص وإخراج الشياطين ( مت 10 : 1 - 15 ) وقد تنازل مخلصنا لشدة تواضعه ودعاهم أخوته واحباءه واصدقاءه ( يو 15 : 14 ) ولكن كنيسة رومية وجميع اتباع البابا يفترون ويتطاولون على شخص القديس بطرس الرسول مدعين بأنه اقيم من السيد المسيح نائبا عنه وخليفة له على الأرض ورئيسا للرسل الاطهار ، وانه مصدر الحقوق التى يستعيرها باقى الرسل كمن ينبوع واحد وأن السيد له المجد بنى كنيسته على بطرس الرسول.
على ان هذا التعليم غريب ومخالف لروح تعليم كتاب الله المقدس الذى يرشدنا بأن المخلص له المجد اعطي لتلاميذه الحقوق متساوية ولم يميز بينه وبينهم فلم نر قط ان الرسل الاطهار عاملوا شريكهم بطرس بصفة رئيس عليهم ولا بطرس نفسه ادعى بهذه الدعوى التى يفترى بها عليه . بل اننا نشاهده غير ذلك وديعا متواضع يدعو الكهنة والشيوخ رفقاءه وليس مرؤوسيه قائلا "
اطلب الى ( الكهنة ) الشيوخ الذى بينكم انا الشيخ ( الكاهن ) رفيقهم ( 1 بط 5 : 1 )
فما هذا التعليم الا بدعة احدثوها وادخلوها على تعاليم الله
بطلان هذه الدعوى
ويظهر بطلان هذه الدعوى مما يأتى : -
1- ان الانجيل المقدس لم يوجد فيه أدنى تلميح بأن بطرس الرسول حاز الرئاسة على أخوته
2- نرى فى الأنجيل انه حين تقدمت أم زبدى الى المخلص طالبة عن ولديها أن يجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ، أبعد مخلصنا عنهما وعن باقى التلاميذ حب الرئاسة قائلاً : أنتم تعلمون أن رؤساء الامم يسودنهم والعظماء يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد ان يكون عظيماً فليكن خادماً ومن أراد ان يكون اولً فليكن عبدا ( مت 20 : 20 - 28 ) فأين أذن رئاسة بطرس الرسول التى يفترون بها عليه؟
3- حينما تحاجوا فى الطريق بعضهم مع بعض فى من هو أعظم ناداهم يسوع وقال لهم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم فى ملكوت السموات ( مت 1 : 1 - 4 ) ، ( مر 9 : 33 - 37 ) فأين هنا رئاسة بطرس إذ نرى المخلص لم ينكرها عليهم فقط بل هددهم بالحرمان من ملكوت السموات ان لم يزيلوا هذه الافكار من قلوبهم.
4- نقرأ فى سفر الاعمال ان الرسل لما سمعوا ان السامرة قد قبلت كلمة الله ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا اللذين لما نزلا صليا لاجلهم لكى يقبلوا الروح القدس ( أع 8 : 14 ) فلو كان بطرس الرسول رئيسا لما جاز لمرؤوسيه ان يرسلوه لاداء هذه المامورية.
5 - لما انعقد مجمع الرسل فى اورشليم بخصوص الذين ازعجوا الاخوة من جهة حفظ الختان نرى بطرس الرسول فى هذا المجمع يتكلم ويعامل بصفة فرد من الرسل لا بصفه رئيس والذى بت فى الحكم فى هذه القضية هو القديس يعقوب الرسول ( راجع أع 5 (
6- اننا نرى بولس الرسول قاوم شريكه بطرس الرسول مواجهة ووبخه وعنفه حيث يقول " لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما ، لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الأمم ولكن لما اتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان ... الى ان قال لبطرس امام الجميع ان كنت وانت يهودى تعيش أمميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا .... الخ ( غل 2 : 1 - 5 )
الا فاحكموا يا أولى الانصاف وارباب العقول السليمة هل يجوز لبولس الرسول ان يوبخ ويعنف بطرس الرسول ويقاومه مواجهة اذا كان هو رئيس الرسل والمعطى له وحده كل سلطان ؟
فياليت من يأتيه هذا الفكر ان ينصت لقول بولس الرسول لاهل كورنثوس " انكم بعد جسديون فانه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق الستم جسديين وتسلكون بحسب البشر لانه متى قال واحد انا لبولس والاخر لابولس افلستم جسديين فمن هو بولس ومن هو ابلوس بل خادمان أمنتم بواسطتهم وكما اعطى الرب لكل واحد انا غرست وابلوس سقى لكن الله الذى ينمى" ( 1 كو 3 : 1 - الخ ) وقوله " كل واحد منكم يقول انا لبولس وانا لابولس وانا لصفا وانا للمسيح ، هل انقسم المسيح العل بولس صلب لاجلكم ام باسم بولس اعتمدتم " ( 1 كو : 10 - 15 ) وهذا الشئ القليل كاف لدحض هذه البدعة وتقويض اركانها فاحذروا من ان تساقوا بتعاليم
متنوعة وغريبة.
احتجاجات الباباوين لإثبات الرئاسه البطرسية
* ان الادلة المتقدمة تبين بوضوح ان السيد له المجد لم يمنح القديس بطرس النيابة عنه او الرائسة على الرسل او السلطة على الكنيسة دون اخوته . ولكن يحتجون لاثبات مزاعمهم ببعض نصوص وردت فى الانجيل لمعان مختلفة خارجة عن موضوع ادعائهم فاتخذوها لاثبات دعواهم وأهم هذه الاحتجاجات ما يأتى الاحتجاج الاول
يقولون ان الانجليين لما ذكروا أسماء الرسل ذكروا اسم بطرس ( الاول ) فى الاسماء ( متى 10 : 2 - 4 )دليل تقدمه فى الرئاسة والسلطة
+ الرد : ان لفظة الاول من الالفاظ المشتركة لا الخاصة التى تدل على اكثر من معنى لا على معنى واحد خصوصى - فقد تستعمل بمعنى المتقدم فى الزمان كقولنا ( اول امس ) وقد تستعمل بمعنى المبدا فى العدد كقوله تعالى " فى السنة الواحدة والست مائة فى الشهر الاول فى اول الشهر ان المياه نشفت عن الارض " ( تك 8 : 13 )
وقوله " سبعة أيام تأكلون فطيرا اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم ( خر 12 : 14 ) راجع ( مت 26 : 27 ، مر 14 : 12 ) فيفهم من هذا ان لفظة الاول لا تفيدفى موضع الرئاسة شيئا فالمسيح له المجد حين دعا تلاميذه اختارهم جميعا برتبة واحدة وقام اثنى عشر ليكونوا معه
وليرسلوا ليكروزا ( مر 3 : 13 ) والرسل انفسهم فى رسائلهم لايدعون بطرس الا باسمائه
المعروفة ( صفا - بطرس - سمعان ) ولم ينعته احد برئاسة او رتبة اخرى.
+ اضف الى ذلك ان المسيحيين يعترفون بأن الآب هو الاقنوم الاول ، والابن الاقنوم الثانى ، والروح القدس الاقنوم الثالث طبقا لما تسلمناه من المخلص - فإذ يذكر التثليث على هذا الترتيب لم نر كنيسة ما من الكنائس - بالرغم من اختلافات الاراء - لم نر احد منها يدعى ان الرئاسة للاب والسلطان على اقنومى الابن والروح القدس ، بل تعترف الكنائس جميعاً ان الاقانيم
متساوية فى الجوهر وان التقدم فى الذكر لايدل على تقدم فى الرتبة ولذا قال السيد
المسيح " انا والاب واحد ( يو 10 : 2 ) وبولس الرسول يقول فى البركة الرسولية "
نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الاب وشركة الروح القدس مع جميعكم " ( 2 كو 13 :
14 ) ونرى ايضا ان الرسول فى موضع من المواضيع يقدم اسم يعقوب على بطرس ( صفا )
فيقول فإذا علم بالنعمة المعطاة لى يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة أعطونى
وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم واما هم فاللختان
( غل 2 : 9 ) فهل تقديم اسم يعقوب هنا عن بطرس ويوحنا يعطيه ايضا رئاسة ؟ ام ماذا
الاحتجاج الثانى
يقولون انه لما كان الرب يسوع فى قيصريه فيلبس وسأل تلاميذه عن أكار الناس عنه واعترف بطرس بأنه المسيح أبن الله الحى ، طوبه السيد له المجد قائلاً " طوبى لك يا سمعان بن يونا . ان لحما ودما لم يعلن لك هذا لكن أبى الذى فى السموات وأنا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى
هذه الصخرة أبنى كنيستى وابواب الجحيم لن تقوى عليها ، واعطيك مفاتيح ملكوت السموات
فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء وكل ما تحله على الارض يكون محلولا
فى السماء (مت 16 : 13 - 19 )
+ الرد :
+ فبإعتراف بطرس بلاهوت السيد المسيح نرى :
1- تطويب السيد له على اعترافه
2- تسميته بأنه يبنى بيعته على الصخرة أى على هذا الايمان
3- وعده له بإعطائه مفاتيح ملكوت السموات.
* اما الاول وهو تطويب بطرس فاستحقه بإعترافه وايمانه ولم ينحصر هذا التطويب فى شخص بطرس فقط بل استحقه جميع التلاميذ لما خاطبهم السيد بقوله " لكن طوبى لاعينكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع " ( مت 13 : 1 ) واسمع ما قاله السيد لتوما " لأنك رأيتنى يا توما امنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا " ( يو 20 : 26 ) واما المهم بالاعتراف العظيم فقد خص به
السيد جميع تلاميذه الباقين ايضا بقوله " لكم قد أعطيت أسرار ملكوت السموات اما
لاولئك فلم يعط " ( مت 13 : 10 )
* اما الثانى وهى تسمية بطر بصخرة فالبديهى ان رب المجد لم يقصد بالصخرة التى بنى عليها بيعته شخص بطرس - والترجمة اليونانية لهذه الاية هى " واما انا فاقول لك انت يا بطرس على هذه الصخرة ابنى كنيستى وابواب الجحيم لن تقوى عليها " فالصخرة التى بنيت عليها الكنيسة هى صخرة الايمان الذى نطق به بطرس لا شخص بطرس بالذات فحاشا لله ان يبنى كنيسته على انسان عرضه للخطا وقابل للسقوط.
الا ترى بعد ان نطق بطرس بإعترافه أظهر بعد قليل خطأ مشينا مما جعل السيد ينتهره بقوله " اذهب يا شيطان " فهل كان بطرس شيطانا حرفيا ام مجازيا ، لا شك ان السيد لا يقصد شخص بطرس بأنه شيطان بل ان القول الذى نطق به بطرس " حاشاك يارب ان تصلب " هو الفكر الشيطانى
ناهيك عما قاله داود النبى " الرب صخرتى وحصنى ومنقذى . الهى صخرتى به احتمى . ترسى وقرن خلاصى " ( 25 صم 22 : 2 ) ، وقال بطرس الرسول نفسه " هذا هو الحجر الذى احتقرتموه ايها البناؤون صار رأس الزاوية ( أع 4 : 11 ، 1 بط 2 : 6 ) وقال بولس الرسول " ها أنا اضع فى صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة وكل من يؤمن به لا يخزى ( رو 9 : 33 ) فالاساس الاول والصخرة الحقيقية وحجر الزاوية هو السيد المسيح نفسه والرسل بنوا على هذا الاساس ولذا قال الرسول بولس " ولكن فلينظر كل واحد كيف يبنى عليه . فإنه لا يستطيع احد ان يبنى اساسا غير الذى وضع الذى هو يسوع المسيح ( 1 كو 3 : 11 ) وقد أجمع أباء الكنيسة على ان القصد بالصخرة هو السيد المسيح
* اما النقطة الثالثة وهى وعد الرب بطرس بإعطائه مفاتيح ملكوت السموات وسلطان الحل والربط ، فقد منح المخلص له المجد هذا السلطان لبقية التلاميذ على السواء كما قال لهم " الحق الحق أقول لكم ما تربطونه على الارض يكون مربوطا فى السماء وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولا فى السماء ( مت 18 : 18 )
الاحتجاج الثاالث
قول السيد لبطرس قبل الآمه : سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكى يغربلكم كالحنطة ولكنِ طلبت من أجلك لكى لا يفنى ايمانك وانت متى رجعت ثبت اخوانك " ( لو 32 : 31 ) . إذ يزعمون ان المخلص ميز بطرس بهذا الخطاب وأن ذلك يدل على رئاسة بطرس للكنيسة وانه مركز الايمان والنائب الوحيد للسيد المسيح.
+ الرد :
+ أن هذا الخطاب ماهو إلا انزار من المسيح لبطرس لا إشارة فيه الى إثبات رئاسة او ميزة خاصة إذ يقول له " سمعان سمعان " وفى ذلك إشارة الى ان بطرس الذى فكر فى نفسه انه اشجع قلبا واكثر حبا فإنه قد أظهر ضعفه بإنكاره شخص السيد له المجد.
وقوله " طلبت من أجلك " ليس فيه دليل على ان السيد خصه ببركه خاصة بل لعلمه السابق ان بطرس سوف ينكره ويجحده ففى هذه الحالة رأى بطرس لضعفه وزعزعة إيمانه أحوج ما يكون الى ان يطلب من أجله قوة وثباتا لئلا يرتد نهائيا عن الايمان كيهوذا مثلا.
وقوله " لئلا يفنى إيمانك " لم يكن فيه إشارة الى العصمة التى يدعونها لبطرس ، وإنما المراد بها الا يعدم بطرس ايمانه ولو لم يكن المخلص رافق بطرس بنظره منه لهلك.
وقوله " متى رجعت ثبت إخوانك " معناه بطرس بسقوطه وقيامه صار مثالا للتوبة والامل للخطاة فلا يعود ييأس أحد من رحمة الله ، وبطرس لم ينكر جححوده وخيانته كيهوذا بل عن ضعف بشرى ، ويثبت ذلك دعوى بطرس انه مستعد أن يمضى معه الى السجن والى الموت وبالاجمال نرى ان فى هذا القول لبطرس عبرة وعظة.
الاحتجاج الرابع
قول الملاك للنسوة حاملات الطيب " أذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه سيسبقكم الى الجليل هناك ترونه كما قال لكم ( مر 16 : 7 ) فزعموا أنه فى ذكره منفرداً عن التلاميذ إشارة الى اختصاصه بالرئاسة
+ الرد :
+ ان هذا النص على العكس تماما مما يزعمون ، إذ فيه إشارة الى سابقة سقوط بطرس وإنكاره للسيد المسيح ، ومن يتأمل فى هذا النص يرى فيه أنه قدم قدم اسم التلاميذ على اسم بطرس كإنما أراد الوحى الا يخلع شرف التلمذة عن شخص بطرس المنكر الجحود فجرده من ثياب التلمذه وأخرجه الى خارج حظيرتهم فدعا الباقيين تلاميذ الرب اما بطرس فلنه انكره واجحده دعاه
بأسمه مجردا من رتبة التلمذة الرفيعة المقام.
الاحتجاج الخامس
قول المخلص لسمعان " يا سمعان بن يونا اتحبنى ارع خرافى " ( يو 21 : 15 - 17 ) مكررا له ذلك ثلاث مرات
+ الرد :
+ أنه تكرار قول السيد لبطرس ( ارع غنمى ) ثلاث مرات تذكيرا له بما كان قد ادعاه من قبل انه " لو أضطر ان يموت معه لا ينكره " وكيف انه لم يثبت فى قوله بل انكره ثلاث مرات قبل صياح الديك ، والقديس بطرس لم يفهم من هذا التكرار أنه نيشان بالرئاسة او الزعامة بل على العكس رأى فيه توبيخا بدليل تأثره وحزنه وبكائه.
ولو كان السيد له المجد يقصد إعطائه الرئاسة وقتئذ لصرح له بذلك ولاظهر بطرس دلائل المسرة والفرح لا علامات الحزن والاكتئاب . وأما قوله له المجد " ارع غنمى " فليس فيه ما يشتم منه درجة رئاسة ولكن رعوية التى منحت لبطرس كما لباقى التلاميذ بالظبط
ولا يمكن تفسير " ارع غنمى " بمعنى الرئاسة والا إضطررنا الى ان نفسر قول بولس الرسول لرعاة الكنيسة التى فى أفسس بهذا المعنى ايضا ، قال لهم " احترزوا إذن لانفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التى اقتناها بدمه " ( أع 20 : 28 ) . وقول بطرس الرسول " ارعوا رعية الله التى بينكم نظارا " ( 1 بط 5 : 2 ) . ونختم هذا الرد بقول القديس كيرلس الكبير " انه بإعتراف بطرس المثلث محيت خطية الجحود الثلاثية ، وبأقوال السيد لبطرس ارع غنمى ثلاث مرات قد عينه جديدا فى رتبته الرسولية التى قد أضاعها بجحوده ونكرانه ، وهذا ايضا رأى القديسين اغريغوريوس الثاؤلوغوس وأمبروسيوس وذهبى الفم وأغسطينوس.
يوجد لبس عند الكاثوليك فى تفسير اسم بطرس ( فبطرس ) هو اللفظ اليونانى يقابله فى الاراميه ( كيفا ) وفى العبرية ( صفا ) فهذه الاسماء الثلاثةواحدة ولكن بلغات مختلفة وبطرس باليونانية لا تعنى ((صخرة )) فالصخرة اسم مؤنث وهو ( بترا ) اما بطرس فأسم مذكر معناه حجر مقطوع من صخرة وهذه التفرقة واضحة فى جميع اللغات القديمة اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية
فالسيد المسيح هو الصخرة فيقول القديس بولس الرسول فى رسالته الى اها كورونثوس الاولى ........لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح فكيف تشبهون بطرس بالصخرة والصخرة هى المسيح (هل بطرس هو المسيح. لو كان بطرس ايام هذا الانشقاق فى مجمع خلقيدونيه لكان مال وقبل ارجل التلاميذ لان السيد المسيح يقول من اراد ان يكون فيكم اولا فليكن اخرا
نطلب من الرب ان يدبر امر توحيد الكنائس لتكون الرعية واحدة لراع واحد.
بقلم الابذياكون إميل جرس مدرس العقيدة الكلية الاكليريكية
1- دحض رئاسة بطرس
ان الكتاب المقدس يعلمنا بأن السيد المسيح أنتدب اثنى عشر تلميذا من عامة الناس واعطاهم جميعا قوة متساوية للكرامه بإسمه ودرعهم بعمل المعجزات لشفاء المرضى وإقامة الموتى وتطهير البُرَص وإخراج الشياطين ( مت 10 : 1 - 15 ) وقد تنازل مخلصنا لشدة تواضعه ودعاهم أخوته واحباءه واصدقاءه ( يو 15 : 14 ) ولكن كنيسة رومية وجميع اتباع البابا يفترون ويتطاولون على شخص القديس بطرس الرسول مدعين بأنه اقيم من السيد المسيح نائبا عنه وخليفة له على الأرض ورئيسا للرسل الاطهار ، وانه مصدر الحقوق التى يستعيرها باقى الرسل كمن ينبوع واحد وأن السيد له المجد بنى كنيسته على بطرس الرسول.
على ان هذا التعليم غريب ومخالف لروح تعليم كتاب الله المقدس الذى يرشدنا بأن المخلص له المجد اعطي لتلاميذه الحقوق متساوية ولم يميز بينه وبينهم فلم نر قط ان الرسل الاطهار عاملوا شريكهم بطرس بصفة رئيس عليهم ولا بطرس نفسه ادعى بهذه الدعوى التى يفترى بها عليه . بل اننا نشاهده غير ذلك وديعا متواضع يدعو الكهنة والشيوخ رفقاءه وليس مرؤوسيه قائلا "
اطلب الى ( الكهنة ) الشيوخ الذى بينكم انا الشيخ ( الكاهن ) رفيقهم ( 1 بط 5 : 1 )
فما هذا التعليم الا بدعة احدثوها وادخلوها على تعاليم الله
بطلان هذه الدعوى
ويظهر بطلان هذه الدعوى مما يأتى : -
1- ان الانجيل المقدس لم يوجد فيه أدنى تلميح بأن بطرس الرسول حاز الرئاسة على أخوته
2- نرى فى الأنجيل انه حين تقدمت أم زبدى الى المخلص طالبة عن ولديها أن يجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ، أبعد مخلصنا عنهما وعن باقى التلاميذ حب الرئاسة قائلاً : أنتم تعلمون أن رؤساء الامم يسودنهم والعظماء يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد ان يكون عظيماً فليكن خادماً ومن أراد ان يكون اولً فليكن عبدا ( مت 20 : 20 - 28 ) فأين أذن رئاسة بطرس الرسول التى يفترون بها عليه؟
3- حينما تحاجوا فى الطريق بعضهم مع بعض فى من هو أعظم ناداهم يسوع وقال لهم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم فى ملكوت السموات ( مت 1 : 1 - 4 ) ، ( مر 9 : 33 - 37 ) فأين هنا رئاسة بطرس إذ نرى المخلص لم ينكرها عليهم فقط بل هددهم بالحرمان من ملكوت السموات ان لم يزيلوا هذه الافكار من قلوبهم.
4- نقرأ فى سفر الاعمال ان الرسل لما سمعوا ان السامرة قد قبلت كلمة الله ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا اللذين لما نزلا صليا لاجلهم لكى يقبلوا الروح القدس ( أع 8 : 14 ) فلو كان بطرس الرسول رئيسا لما جاز لمرؤوسيه ان يرسلوه لاداء هذه المامورية.
5 - لما انعقد مجمع الرسل فى اورشليم بخصوص الذين ازعجوا الاخوة من جهة حفظ الختان نرى بطرس الرسول فى هذا المجمع يتكلم ويعامل بصفة فرد من الرسل لا بصفه رئيس والذى بت فى الحكم فى هذه القضية هو القديس يعقوب الرسول ( راجع أع 5 (
6- اننا نرى بولس الرسول قاوم شريكه بطرس الرسول مواجهة ووبخه وعنفه حيث يقول " لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما ، لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الأمم ولكن لما اتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان ... الى ان قال لبطرس امام الجميع ان كنت وانت يهودى تعيش أمميا لا يهوديا فلماذا تلزم الامم ان يتهودوا .... الخ ( غل 2 : 1 - 5 )
الا فاحكموا يا أولى الانصاف وارباب العقول السليمة هل يجوز لبولس الرسول ان يوبخ ويعنف بطرس الرسول ويقاومه مواجهة اذا كان هو رئيس الرسل والمعطى له وحده كل سلطان ؟
فياليت من يأتيه هذا الفكر ان ينصت لقول بولس الرسول لاهل كورنثوس " انكم بعد جسديون فانه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق الستم جسديين وتسلكون بحسب البشر لانه متى قال واحد انا لبولس والاخر لابولس افلستم جسديين فمن هو بولس ومن هو ابلوس بل خادمان أمنتم بواسطتهم وكما اعطى الرب لكل واحد انا غرست وابلوس سقى لكن الله الذى ينمى" ( 1 كو 3 : 1 - الخ ) وقوله " كل واحد منكم يقول انا لبولس وانا لابولس وانا لصفا وانا للمسيح ، هل انقسم المسيح العل بولس صلب لاجلكم ام باسم بولس اعتمدتم " ( 1 كو : 10 - 15 ) وهذا الشئ القليل كاف لدحض هذه البدعة وتقويض اركانها فاحذروا من ان تساقوا بتعاليم
متنوعة وغريبة.
احتجاجات الباباوين لإثبات الرئاسه البطرسية
* ان الادلة المتقدمة تبين بوضوح ان السيد له المجد لم يمنح القديس بطرس النيابة عنه او الرائسة على الرسل او السلطة على الكنيسة دون اخوته . ولكن يحتجون لاثبات مزاعمهم ببعض نصوص وردت فى الانجيل لمعان مختلفة خارجة عن موضوع ادعائهم فاتخذوها لاثبات دعواهم وأهم هذه الاحتجاجات ما يأتى الاحتجاج الاول
يقولون ان الانجليين لما ذكروا أسماء الرسل ذكروا اسم بطرس ( الاول ) فى الاسماء ( متى 10 : 2 - 4 )دليل تقدمه فى الرئاسة والسلطة
+ الرد : ان لفظة الاول من الالفاظ المشتركة لا الخاصة التى تدل على اكثر من معنى لا على معنى واحد خصوصى - فقد تستعمل بمعنى المتقدم فى الزمان كقولنا ( اول امس ) وقد تستعمل بمعنى المبدا فى العدد كقوله تعالى " فى السنة الواحدة والست مائة فى الشهر الاول فى اول الشهر ان المياه نشفت عن الارض " ( تك 8 : 13 )
وقوله " سبعة أيام تأكلون فطيرا اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم ( خر 12 : 14 ) راجع ( مت 26 : 27 ، مر 14 : 12 ) فيفهم من هذا ان لفظة الاول لا تفيدفى موضع الرئاسة شيئا فالمسيح له المجد حين دعا تلاميذه اختارهم جميعا برتبة واحدة وقام اثنى عشر ليكونوا معه
وليرسلوا ليكروزا ( مر 3 : 13 ) والرسل انفسهم فى رسائلهم لايدعون بطرس الا باسمائه
المعروفة ( صفا - بطرس - سمعان ) ولم ينعته احد برئاسة او رتبة اخرى.
+ اضف الى ذلك ان المسيحيين يعترفون بأن الآب هو الاقنوم الاول ، والابن الاقنوم الثانى ، والروح القدس الاقنوم الثالث طبقا لما تسلمناه من المخلص - فإذ يذكر التثليث على هذا الترتيب لم نر كنيسة ما من الكنائس - بالرغم من اختلافات الاراء - لم نر احد منها يدعى ان الرئاسة للاب والسلطان على اقنومى الابن والروح القدس ، بل تعترف الكنائس جميعاً ان الاقانيم
متساوية فى الجوهر وان التقدم فى الذكر لايدل على تقدم فى الرتبة ولذا قال السيد
المسيح " انا والاب واحد ( يو 10 : 2 ) وبولس الرسول يقول فى البركة الرسولية "
نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الاب وشركة الروح القدس مع جميعكم " ( 2 كو 13 :
14 ) ونرى ايضا ان الرسول فى موضع من المواضيع يقدم اسم يعقوب على بطرس ( صفا )
فيقول فإذا علم بالنعمة المعطاة لى يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة أعطونى
وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم واما هم فاللختان
( غل 2 : 9 ) فهل تقديم اسم يعقوب هنا عن بطرس ويوحنا يعطيه ايضا رئاسة ؟ ام ماذا
الاحتجاج الثانى
يقولون انه لما كان الرب يسوع فى قيصريه فيلبس وسأل تلاميذه عن أكار الناس عنه واعترف بطرس بأنه المسيح أبن الله الحى ، طوبه السيد له المجد قائلاً " طوبى لك يا سمعان بن يونا . ان لحما ودما لم يعلن لك هذا لكن أبى الذى فى السموات وأنا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى
هذه الصخرة أبنى كنيستى وابواب الجحيم لن تقوى عليها ، واعطيك مفاتيح ملكوت السموات
فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء وكل ما تحله على الارض يكون محلولا
فى السماء (مت 16 : 13 - 19 )
+ الرد :
+ فبإعتراف بطرس بلاهوت السيد المسيح نرى :
1- تطويب السيد له على اعترافه
2- تسميته بأنه يبنى بيعته على الصخرة أى على هذا الايمان
3- وعده له بإعطائه مفاتيح ملكوت السموات.
* اما الاول وهو تطويب بطرس فاستحقه بإعترافه وايمانه ولم ينحصر هذا التطويب فى شخص بطرس فقط بل استحقه جميع التلاميذ لما خاطبهم السيد بقوله " لكن طوبى لاعينكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع " ( مت 13 : 1 ) واسمع ما قاله السيد لتوما " لأنك رأيتنى يا توما امنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا " ( يو 20 : 26 ) واما المهم بالاعتراف العظيم فقد خص به
السيد جميع تلاميذه الباقين ايضا بقوله " لكم قد أعطيت أسرار ملكوت السموات اما
لاولئك فلم يعط " ( مت 13 : 10 )
* اما الثانى وهى تسمية بطر بصخرة فالبديهى ان رب المجد لم يقصد بالصخرة التى بنى عليها بيعته شخص بطرس - والترجمة اليونانية لهذه الاية هى " واما انا فاقول لك انت يا بطرس على هذه الصخرة ابنى كنيستى وابواب الجحيم لن تقوى عليها " فالصخرة التى بنيت عليها الكنيسة هى صخرة الايمان الذى نطق به بطرس لا شخص بطرس بالذات فحاشا لله ان يبنى كنيسته على انسان عرضه للخطا وقابل للسقوط.
الا ترى بعد ان نطق بطرس بإعترافه أظهر بعد قليل خطأ مشينا مما جعل السيد ينتهره بقوله " اذهب يا شيطان " فهل كان بطرس شيطانا حرفيا ام مجازيا ، لا شك ان السيد لا يقصد شخص بطرس بأنه شيطان بل ان القول الذى نطق به بطرس " حاشاك يارب ان تصلب " هو الفكر الشيطانى
ناهيك عما قاله داود النبى " الرب صخرتى وحصنى ومنقذى . الهى صخرتى به احتمى . ترسى وقرن خلاصى " ( 25 صم 22 : 2 ) ، وقال بطرس الرسول نفسه " هذا هو الحجر الذى احتقرتموه ايها البناؤون صار رأس الزاوية ( أع 4 : 11 ، 1 بط 2 : 6 ) وقال بولس الرسول " ها أنا اضع فى صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة وكل من يؤمن به لا يخزى ( رو 9 : 33 ) فالاساس الاول والصخرة الحقيقية وحجر الزاوية هو السيد المسيح نفسه والرسل بنوا على هذا الاساس ولذا قال الرسول بولس " ولكن فلينظر كل واحد كيف يبنى عليه . فإنه لا يستطيع احد ان يبنى اساسا غير الذى وضع الذى هو يسوع المسيح ( 1 كو 3 : 11 ) وقد أجمع أباء الكنيسة على ان القصد بالصخرة هو السيد المسيح
* اما النقطة الثالثة وهى وعد الرب بطرس بإعطائه مفاتيح ملكوت السموات وسلطان الحل والربط ، فقد منح المخلص له المجد هذا السلطان لبقية التلاميذ على السواء كما قال لهم " الحق الحق أقول لكم ما تربطونه على الارض يكون مربوطا فى السماء وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولا فى السماء ( مت 18 : 18 )
الاحتجاج الثاالث
قول السيد لبطرس قبل الآمه : سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكى يغربلكم كالحنطة ولكنِ طلبت من أجلك لكى لا يفنى ايمانك وانت متى رجعت ثبت اخوانك " ( لو 32 : 31 ) . إذ يزعمون ان المخلص ميز بطرس بهذا الخطاب وأن ذلك يدل على رئاسة بطرس للكنيسة وانه مركز الايمان والنائب الوحيد للسيد المسيح.
+ الرد :
+ أن هذا الخطاب ماهو إلا انزار من المسيح لبطرس لا إشارة فيه الى إثبات رئاسة او ميزة خاصة إذ يقول له " سمعان سمعان " وفى ذلك إشارة الى ان بطرس الذى فكر فى نفسه انه اشجع قلبا واكثر حبا فإنه قد أظهر ضعفه بإنكاره شخص السيد له المجد.
وقوله " طلبت من أجلك " ليس فيه دليل على ان السيد خصه ببركه خاصة بل لعلمه السابق ان بطرس سوف ينكره ويجحده ففى هذه الحالة رأى بطرس لضعفه وزعزعة إيمانه أحوج ما يكون الى ان يطلب من أجله قوة وثباتا لئلا يرتد نهائيا عن الايمان كيهوذا مثلا.
وقوله " لئلا يفنى إيمانك " لم يكن فيه إشارة الى العصمة التى يدعونها لبطرس ، وإنما المراد بها الا يعدم بطرس ايمانه ولو لم يكن المخلص رافق بطرس بنظره منه لهلك.
وقوله " متى رجعت ثبت إخوانك " معناه بطرس بسقوطه وقيامه صار مثالا للتوبة والامل للخطاة فلا يعود ييأس أحد من رحمة الله ، وبطرس لم ينكر جححوده وخيانته كيهوذا بل عن ضعف بشرى ، ويثبت ذلك دعوى بطرس انه مستعد أن يمضى معه الى السجن والى الموت وبالاجمال نرى ان فى هذا القول لبطرس عبرة وعظة.
الاحتجاج الرابع
قول الملاك للنسوة حاملات الطيب " أذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه سيسبقكم الى الجليل هناك ترونه كما قال لكم ( مر 16 : 7 ) فزعموا أنه فى ذكره منفرداً عن التلاميذ إشارة الى اختصاصه بالرئاسة
+ الرد :
+ ان هذا النص على العكس تماما مما يزعمون ، إذ فيه إشارة الى سابقة سقوط بطرس وإنكاره للسيد المسيح ، ومن يتأمل فى هذا النص يرى فيه أنه قدم قدم اسم التلاميذ على اسم بطرس كإنما أراد الوحى الا يخلع شرف التلمذة عن شخص بطرس المنكر الجحود فجرده من ثياب التلمذه وأخرجه الى خارج حظيرتهم فدعا الباقيين تلاميذ الرب اما بطرس فلنه انكره واجحده دعاه
بأسمه مجردا من رتبة التلمذة الرفيعة المقام.
الاحتجاج الخامس
قول المخلص لسمعان " يا سمعان بن يونا اتحبنى ارع خرافى " ( يو 21 : 15 - 17 ) مكررا له ذلك ثلاث مرات
+ الرد :
+ أنه تكرار قول السيد لبطرس ( ارع غنمى ) ثلاث مرات تذكيرا له بما كان قد ادعاه من قبل انه " لو أضطر ان يموت معه لا ينكره " وكيف انه لم يثبت فى قوله بل انكره ثلاث مرات قبل صياح الديك ، والقديس بطرس لم يفهم من هذا التكرار أنه نيشان بالرئاسة او الزعامة بل على العكس رأى فيه توبيخا بدليل تأثره وحزنه وبكائه.
ولو كان السيد له المجد يقصد إعطائه الرئاسة وقتئذ لصرح له بذلك ولاظهر بطرس دلائل المسرة والفرح لا علامات الحزن والاكتئاب . وأما قوله له المجد " ارع غنمى " فليس فيه ما يشتم منه درجة رئاسة ولكن رعوية التى منحت لبطرس كما لباقى التلاميذ بالظبط
ولا يمكن تفسير " ارع غنمى " بمعنى الرئاسة والا إضطررنا الى ان نفسر قول بولس الرسول لرعاة الكنيسة التى فى أفسس بهذا المعنى ايضا ، قال لهم " احترزوا إذن لانفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التى اقتناها بدمه " ( أع 20 : 28 ) . وقول بطرس الرسول " ارعوا رعية الله التى بينكم نظارا " ( 1 بط 5 : 2 ) . ونختم هذا الرد بقول القديس كيرلس الكبير " انه بإعتراف بطرس المثلث محيت خطية الجحود الثلاثية ، وبأقوال السيد لبطرس ارع غنمى ثلاث مرات قد عينه جديدا فى رتبته الرسولية التى قد أضاعها بجحوده ونكرانه ، وهذا ايضا رأى القديسين اغريغوريوس الثاؤلوغوس وأمبروسيوس وذهبى الفم وأغسطينوس.
يوجد لبس عند الكاثوليك فى تفسير اسم بطرس ( فبطرس ) هو اللفظ اليونانى يقابله فى الاراميه ( كيفا ) وفى العبرية ( صفا ) فهذه الاسماء الثلاثةواحدة ولكن بلغات مختلفة وبطرس باليونانية لا تعنى ((صخرة )) فالصخرة اسم مؤنث وهو ( بترا ) اما بطرس فأسم مذكر معناه حجر مقطوع من صخرة وهذه التفرقة واضحة فى جميع اللغات القديمة اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية
فالسيد المسيح هو الصخرة فيقول القديس بولس الرسول فى رسالته الى اها كورونثوس الاولى ........لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح فكيف تشبهون بطرس بالصخرة والصخرة هى المسيح (هل بطرس هو المسيح. لو كان بطرس ايام هذا الانشقاق فى مجمع خلقيدونيه لكان مال وقبل ارجل التلاميذ لان السيد المسيح يقول من اراد ان يكون فيكم اولا فليكن اخرا
نطلب من الرب ان يدبر امر توحيد الكنائس لتكون الرعية واحدة لراع واحد.
من صفحة ايبدياكون/ إميل جرس حنا... .«(ردا على أكاذيب أسطفانوس دانيال)».
+ مرة أخرى يعود القس الكاثوليكى أسطفانوس دانيال جرجس ، لنشر شكوكة وأكاذيبه حول تأسيس القديس مار مرقس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية، والذى سبق لنا الرد عليه.
+ لذا نعيد الرد على أكاذيبه مرة أخرى إيمانا منا بأن التكرار يعلم ال....
- وردا على ذلك ننقل لحضراتكم ما ذكره :
أولا - المؤرخ الكنسى يوسابيوس القيصرى الذى عاش فى المدة من ٢٦٤ - ٣٤٠م ، حيث قال :{ يقولون - الذين سبقوه - إن مرقس هذا كان أول من أرسل إلى مصر ، وأنه نادى بالإنجيل الذى كتبه ، وأسس الكنائس فى الإسكندرية أولا }( تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى تعريب القمص مرقس داود ص ٨٩)
ثانيا - شهادة القديس جيروم فى كتابه الهام "مشاهير الرجال" الذى كتبه فى مدينة بيت لحم بأورشليم سنة ٣٩٢م حيث قال :{وحمل القديس مرقس الإنجيل الذى كتبه بنفسه وذهب إلى مصر ، وكرز بالسيد المسيح أولا فى الإسكندرية ، وأسس كنيسة غاية فى الإعجاز فى منهجها التعليمى وطرق معيشتها النسكية ، إذ جذب كل المسيحيين إلى احتذاء مثاله ، وفيلو أعظم اليهود علما ... كتب كتابا يشرح فيه طرق معيشتهم - معيشة المؤمنين المصريين - بصفتها شيئا يمكن أن تمتدح فيه أمته ، مشيرا إلى كيف كان كل شئ مشتركا ... ولهذا سجل ما رآه فى الإسكندرية تحت قيادة مرقس المعلم (الذى) استشهد فى السنة الثامنة لنيرون ، ودفن بالإسكندرية وخلفه البابا انيانوس }(مشاهير الرجال القديس جيروم ترجمة الراهب حنانيا السريانى ص ٢٩)
+ ونلاحظ أن كل من المؤرخين لم يذكرا أن مصر كانت تضم جماعات مسيحية قبل كرازة القديس مرقس الرسول !!!
ثالثا - قال العلامة الاثرى شامبوليون فيجاك فى تاريخه المعنون "مصر القديمة" ص ٤٦٩ ، المطبوع بباريس سنة ١٨٦٩م ما يلى :{ فى عهد تيطس ودوميسيانوس أمبراطورى رومية غرست المسيحية جذورها الأولى فى القطر المصرى وقد أرواها القديس مرقس بدمائه . ويطلق على بطاركة الكنيسة المسيحية فى مصر - أو قل الكنيسة القبطية - لقب خلفاء مرقس الرسول . وكانت الإسكندرية أولا المقر البطريركى من أيام القديس مرقس }(الأمة القبطية وكنيستها الأرثوذكسية للأستاذ فرنسيس العتر ص ٢٣)
رابعا - يقول العتر :{ أجمع المؤرخون الكنسيون الذين أدركوا العصور الرسولية ... على أن الفضل فى انتشار المسيحية فى الأقطار المصرية - بسرعة منقطعة النظير - إنما يرجع إلى مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التى أنشأها القديس مرقس الإنجيلى رسول المسيحية فى الديار المصرية }(المرجع السابق ص ٢٣)
خامسا - شهادة المؤرخة الإنجليزية "مس بوتشر":
كتبت المؤرخة الإنجليزية "أ. ل. بتشر" فى كتابها «تاريخ الأمة القبطية وكنيستها» الجزء الأول ترجمة ونشر الأستاذ تادرس شنودة المنقبادى صاحب جريدة مصر ، والمطبوع سنة ١٨٩٧م ، تقول :{ قد ثبت بالإجماع أن مؤسس كنيسة مصر هو القديس مرقس الإنجيلى ، غير أن السنة التى جاء فيها إلى مصر لأول مرة لن يتفق على تعينها اتفاقا تاما ... وأن أول من اعتنق الديانة المسيحية فى مصر على يد مار مرقس رجل اسكاف من الإسكندرية اسمة انيانوس ... ويقال أنه فى هذه الأثناء - عند عودته للإسكندرية فى المرة الثانية - شيدت الكنيسة الأولى فى الإسكندرية بمكان يقال له "بوكاليا" واقع على شاطئ البحر }(ص ٢٣ - ٢٦)
+ وقالت عن الكنيسة القبطية :{ أما الكنيسة القبطية المصرية التى هكذا أسسها مارمرقس فقد حافظت إلى الآن على نظامها وطقوسها الأصلية أكثر مما حافظت أية كنيسة أخرى من عهد مؤسسها إلى هذا اليوم ، فهى إذا أقل الكنائس اختلافا عما كانت عليه حين نشأتها ، وفيها بقيت سلسلة المراتب الكهنوتية الثلاثة متصلة بغير إنقطاع إلى يومنا هذا وهى الأسقفية والقسوسية والشموسية ... ثم أن الكنيسة القبطية قد حافظت أيضا من عهد نشأتها على الأسرار السبعة الكنائسية ، ولكنها تعتبر أن أثنين منها فقط ضروريان للخلاص وهما المعمودية والعشاء الربانى }(ص ٢٨ ، ٢٩)
+ هذه شهادة مؤرخة إنجليزية للحقائق الآتية :
(١) أن القديس مارمرقس الإنجيلى هو مؤسس الكنيسة القبطية فى مصر .
(٢) أن أول من آمن بالسيد المسيح هو القديس انيانوس الاسكافى ، والذى جلس على عرش القديس مرقس بعد استشهاده ، وصار أول خليفة للقديس مرقس الرسول .
(٣) أن أول كنيسة قبطية بنيت فى الإسكندرية كانت على يد القديس مارمرقس وهى كنيسة بوكاليا على شاطئ البحر المتوسط .
(٤) أن الكنيسة القبطية ماتزال محافظة على نظامها وطقوسها التى تسلمتها من القديس مارمرقس وإلى الآن .
(٥) أن الكنيسة القبطية حافظت على سلسلة الرتب الكهنوتية الثلاثة الأسقفية القسوسية والشموسية متصلة بغير إنقطاع وإلى الآن .
(٦) أن الكنيسة القبطية قد حافظت من عهد نشأتها على أسرارها السبعة . وهنا هى تذكر أن عدد أسرار الكنيسة هى سبعة أسرار ، تسلمتها من القديس مار مرقس ، وحافظت عليها إلى الآن .
(٧) أن من بين أسرار الكنيسة السبعة هناك أسرارا لازمة للخلاص . وهذا هو إيماننا بأن أسرار الكنيسة لازمة للخلاص وهى المعمودية - الميرون - التوبة والإعتراف - التناول من جسد الرب ودمه . الاقدسين .
+ وهكذا نرى أن الإيمان المسيحى دخل إلى أرض مصر على يد القديس العظيم ما مرقس الرسول ، أنه هو الذى أسس أول كنيسة فى مصر وأول مدرسة لاهوتية مسيحية فى العالم وكتب أول إنجيل فى الأناجيل الأربعة وكتبة فى مصر بوحى من الروح القدس ووضع أول قداس إلهى لسر الافخارستيا ، ورسم أول أسقف بكنيسة الإسكندرية وهو انيانوس الذى صار أول خليفة له على الكرسى المرقسى ، ورسم معه كهنة وشمامسة.
#ومن أذنان للسمع فليسمع .
ابدياكون إميل جرس حنا
Post a Comment