Header Ads

test

الرد على هرطقة تأله الإنسان (2) بقلم القمص انجيلوس جرجس



الرد على هرطقة تأله الإنسان (2) بقلم القمص انجيلوس جرجس


في حديثنا عن هرطقة تأليه الإنسان وجدت البعض قد ذكر أن البابا أثناسيوس علم بهذا. والحقيقة أن النص الوحيد الذي ذكر فيه البابا أثناسيوس هذا الموضوع هو في نص تجسد الكلمة إذ قال: "لأن كلمة اللـه صار إنساناً لكي يؤلهنا نحن". وهي الترجمة، الحقيقة لم يذكر لكي نصير آلهة كما يذكر البعض.

و"يؤلهنا" لابد أن تفهم في سياق الموضوع فقد كان يتكلم في فقرات سابقة عن نتائج التجسد والفداء فيقول: "والآن قد مات مخلص الجميع نيابة عنا، فإننا نحن الذين نؤمن بالمسيح لن نموت بحكم الموت الذي كان سابقاً حسب وعيد الناموس لأن هذا الحكم قد أبطل... وكما أنه معروف في الخليقة بواسطة أعماله فيجب أن يُعرف بعمله في الإنسان أيضاً وأن يظهر نفسه في كل مكان، وبذلك لا يترك أيا من المخلوقات مقفراً من ألوهيته ومعرفته".

نعيد الفقرة الهامة ونضعها مع الجملة الأخرى "وبذلك لا يترك أيا من المخلوقات مقفراً من ألوهيته ومعرفته... لأن كلمة اللـه صار إنساناً لكي يؤلهنا نحن". وبذلك يكون المقصود ليس أن نصير آلهة ولكن أن ندخل في المعرفة الإلهية التي كانت محتجبة عنا وهي من نتائج الخطية.

وهذا يتوافق مع قول بولس الرسول في كورنثوس الثانية: "لكن حتى اليوم حين يُقرأ موسى البرقع موضوع على قلبهم ولكن حين يرجع إلى الرب يرفع البرقع" (2كو 3: 15، 16)، "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2كو 3: 18).

ويقول البابا أثناسيوس أيضاً: "وهكذا إذ يكون الإنسان محاصراً من كل ناحية بأعمال الخليقة، وإذ يرى الألوهية الكلمة معلنة في كل مكان في السماء وفي الهاوية وفي الناس على الأرض... يُعبد المسيح ويأتي مباشرة ليعرف الآب".

ويقول أيضاً في نفس المخطوط: "وماذا كان يمكن أن يتم سوى تجديد الخليقة التي وجدت على صورة اللـه مرة أخرى، ولكي يستطيع البشر أن يعرفوه مرة أخرى، إلا بحضور نفس صورة اللـه لأن كان الأمر مستحيلاً أن يتم بواسطة البشر لأنهم هم خلقوا على مثال تلك الصورة وليس هم الصورة نفسها".

إذن هو يتكلم عن المعرفة الإلهية حين وصف أننا نصير مؤلهين أي بتعبير أخر نصير لاهوتيين أي فينا معرفة الإله الذي كان محتجباً، لأنه وكما رأينا قال إننا على مثال الصورة، ولا يمكن أن نكون نحن الصورة أي السيد المسيح له المجد.

ويقول أنبا مقار: "المسيحون يحصلون على مجد النور داخل نفوسهم". وأخيراً يقول البابا أثناسيوس: "إذ صار الكلمة جسداً فبأخذه الجسد أصلح الإنسان بكليته، قد أسلم اللـه الإنسان كما إلى طبيب ليشفيه من لدغة الحية فيهبه الحياة ويقيمه من الموت ويضئ عليه وينير الظلمة، إذ صار جسداً جدد الطبيعة العاقلة ورد كل شيء إلى الصلاح والكمال". فإذا ما كانت فكرة ألوهية الإنسان في فكر البابا أثناسيوس كما قال "إذ صار جسداً جدد الطبيعة العاقلة" لكان يقول "جعله إلهاً" ولم نجد نهائياً في فكر البابا أُثناسيوس هذا الإيمان.
القمص أنجيلوس جرجس
7 / 11 / 2018 م

ليست هناك تعليقات