الباب الأول تناول المرأة الطامث 1- القول أن الإستعداد للأسرار الإلهية يكون فقط روحيًا بسر التوبة والإعتراف
الباب الأول
تناول المرأة الطامث
أولاً: مشكلة الإستعداد للأسرار الإلهية:
1- القول أن الإستعداد للأسرار الإلهية يكون فقط روحيًا
بسر التوبة والإعتراف
*******************************************
(1)
لو كان الإستعداد روحيًا بالتوبة والإعتراف على يد الكاهن فقط، ما كُنَّا
نُقيم رفعًا للبخور في عشية وباكر، ولا صلوات تسبحة نصف الليل، وتسبحة باكر، ولا
قداسًا لتقديم الحمل (التقدمة) ولا قداسًا للموعوظين استعدادًا لتقديس الأسرار.
فالإشتراك في كل هذه الصلوات ما هِيَّ إلا تهيئة واستعدادًا نفسيًا للكاهن
والخُدَّام والشعب، وأيضًا سؤال الكاهن للشعب: [أين هِيَّ قلوبكم؟] هو لتقديس
أفكارنا ونياتنا ومشاعرنا نفسيًا قبل الاتحاد بجسد الرب ودمه.
أيضًا الإستعداد بالصوم تسع ساعات قبل التناول والوقوف والسجود وخلع
الحذاء، وخلع العمامة للرجال ولبس طرحة للسيدات أثناء الصلاة، ونظافة الجسد ولبس
الملابس النظيفة الحشمة. كل هذه استعدادات جسدية للتناول ولابد للكل أن يعرفها.
(2)
إن خلق الله للانسان وسقوطه وعقوبته وفداؤه كانوا على
الثلاث مستويات
{أ}
الله خلق الإنسان جسد ونفس وروح
"وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ
فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً" (تك 7:2).
(*) الجسد من التراب.
(*) والروح من النفخة الإلهية (نسمة الحياة).
(*) ثم صارت النفس الحية (الفكر والمشاعر والإبتكار والمواهب).
{ب}
السقوط كان على الثلاث مستويات
(*) السقوط النفسي بالتشكك في كلام الله، كما أن الشجرة كانت جيدة للأكل
وبهجة للعيون شهية للنظر على مستوى المشاعر.
(*) السقوط الروحي بكسر وصية الله والأكل من الشجرة.
(*) السقوط الجسدي وهو أنهما تنبها لحقيقة عريهما الجسدي، وبدءا في ستر
عريهما بورق التين.
{ج}
العقوبة على الثلاث مستويات
(*) الموت الجسدي على الأرض
(*) الموت النفسي (أدبيًا) بعرق جبين الإنسان ليأكل خبزه، وبالأوجاع تكون
الولادة، والارض ملعونة بسببه.
(*) الموت الروحي بالإنفصال عن الله والطرد من جنة عدن.
{د}
الفداء على الثلاث مستويات
(*) فداء روحي: وتم بغفران معصيتنا الأصلية وكل خطايانا وخطايا العالم كله.
(*) فداء نفسي: من خلال مشاعره المضطربة المتألمة، فعرقه كان كقطرات دم،
واحتماله كل الآلام والتعييرات من اليهود.
(*) فداء جسدي بموت الرب بدلاً ونيابة عنا على عود الصليب
(3)
كما يتعامل الله معنا هكذا يجب أن نتعامل معه أيضًا
كما يتعامل الله معنا هكذا يجب أن نتعامل معه أيضًا
لأن الإنسان جسد يهتم بالملموسات والمنظورات والمحسوسات والمشاعر، لم
يتعامل الله معه على المستوى الروحي فقط لأن "اَللهُ رُوحٌ" (يو
24:4)، لكن تعامل معه أيضًا على المستوى النفسي والجسدي أيضًا.
ففي تجسده لم يتخذ له جسدًا فقط، بل تَأَنَّس بكل ما في التَأَنُّس من
معنى، لقد صار إنسانًا كاملاً (جسد ونفس وروح إنساني).
وفي التجربة على الجبل تجرب على المستوى الجسدي بالجوع أخيرًا "قُلْ
أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا" (مت 3:4)، وعلى المستوى النفسي
بالتشكيك في كلام الرب "إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى
أَسْفَلُ" (مت 6:4)، وعلى المستوى الروحي بالخضوع لإبليس "إِنْ
خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي" (مت 9:4).
وفي معجزة إشباع الجموع أشبعهم روحيًا من وصاياه المحيية، وأشبعهم نفسيًا
بكل مشاعر الحب فلم يشاءوا أن يتركوه ويمضوا برغم جوعهم الجسدي، وأشبعهم جسديًا من
الخمس خبزات وسمكتين أيضًا.
وفي معجزة المولود أعمى إهتم به نفسيًا ورد على الأفكار الخاطئة بخطأه أو
خطأ أبويه كما كان الناس يعيرونه فقال: "لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ
أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ" (يو 3:9) واهتم
بجسده إذ تفل وصنع طينا وطلى به عينيه وقال له أن يغتسل في بركة سلوام، واهتم به
روحيًا لما وجده وسأله "أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ؟" (يو 35:9)
فقال له: "«أُومِنُ يَا سَيِّدُ!». وَسَجَدَ لَهُ" (يو 38:9).
وفي معجزة إقامة المفلوج المُدلى من السقف إهتم به روحيًا لما قال: "يَا
بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ" (مر 5:2)، ونفسيًا لما كشف للكتبة
أفكارهم بخصوص مغفرة الخطايا، وجسديًا لما قال له: "قُمْ وَاحْمِلْ
سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ" (مر 11:2).
وهكذا ... لقد كان اهتمام الرب بالإنسان على الثلاث مستويات في غالبية
مواقفه ومعجزاته.
حتى في خلاص السيد المسيح لنا لما تجسد أعطانا جسده (الجسد الإنساني الخاص
به)، ودمه (النفس الإنسانية الخاصة به)، وعلى المستوى الروحي أعطانا وصاياه
الإلهية ومواهب الروح القدس من خلال ما تم في يوم الخمسين وأخذناه في المعمودية
المقدسة.
حتى في أسرار الكنيسة التي تسلمناها منه عن الرسل الأطهار، معروف أنها نعمة
غير منظورة ينالها الإنسان نتيجة طقس ظاهر على يد كاهن مشرطن ومن خلال مادة للسر.
لأن الله يعرف أن لن يقترب بروحه للانسان إلا من خلال أمور ظاهرة وملموسة ومحسوسة
بالنسبة له.
لذلك:
فالجسد الذي يشترك في العبادة في هذه الأسرار الإلهية، ألا يليق به أن يكون مستعدًا لها؟!!!
فالجسد الذي يشترك في العبادة في هذه الأسرار الإلهية، ألا يليق به أن يكون مستعدًا لها؟!!!
هل نحن نسجد في عبادتنا فقط؟ ألم نقف على أرجلنا، ونتهلل بألسنتنا، وننظر
الأيقونات والمقصورات من خلال البخور؟!!!
ألم نخلع أحذيتنا من أرجلنا بأيدينا عند دخول الهيكل، ويلبس الكاهن الثياب
البيضاء المزخرفة بالصلبان، ويغسل يديه أكثر من مرة قبل التقدم لهذه الأسرار؟!!!
هل بعد هذا يليق بنا أن نتقدم للأسرار المقدسة بأجساد غير نظيفة [unclean] كما تقول الترجمة
الإنجليزية لآيات الطمث والنفاس في لاويين 15،12؟
***************
فهرست
Post a Comment