Header Ads

test

5- الآيات الملتبسة فى العهد الجديد وتفسيرها


ثالثًا: مشكلة تهود الكنيسة:
5- الآيات الملتبسة فى العهد الجديد وتفسيرها
******************************

سأتطرق لآيات كثيرًا ما يتشدقون بها من يقولون بعدم تناول المرأة وهى على هذه الحال وسأتعرض لكل آية وتفسيرها من وجهة نظر كنيستنا القبطية الأرثوذكسية:

أول آية: (أف 12:2-15)
"أَنَّكُمْ كُنْتُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ، أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، لاَ رَجَاءَ لَكُمْ، وَبِلاَ إِلهٍ فِي الْعَالَمِ. وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ. لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ أَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلاً بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، لِكَيْ يَخْلُقَ الاثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، صَانِعًا سَلاَمًا"

ولتفسير هذه الآية، لابد أن نعرف من هم أهل أفسس الذين أرسلت لهم هذه الرسالة. فقد كان أهل أفسس من الوثنيين الذين صاروا يهودًا ، ففى عصر أستير لما فشلت مؤامرة هامان ضد مردخاى واليهود يقول الكتاب: "وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ" (أس 17:8)، وهؤلاء كانوا يسمونهم اليهود الدخلاء. وفُرِضَ عليهم الختان فبعضهم تم ختانه والبعض الآخر لم يوافق على اختتانه، فاليهود المتشددين كانوا يعتبرونهم هالكين وبعداء عن رعوية إسرائيل. ولأجلهم خصص اليهود فى الهيكل رواقًا فى الدار الخارجية هو رواق الأمم، وكان مكتوب عليه باليونانية والرومانية: [أن من يتعدى منهم رواق الأمم إلى رواق اسرائيل يقتل].

لذلك خصهم الرسول فى رسالته لأفسس بالقول: "أَنَّكُمْ كُنْتُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ، أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، لاَ رَجَاءَ لَكُمْ، وَبِلاَ إِلهٍ فِي الْعَالَمِ. وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ" (أف 13،12:2)، فقد صاروا بدم المسيح قريبين إلى الله وشعبًا واحدًا مع اليهود بلا تمييز كاسرًا العداوة بينهم، وهذا هو حائط السياج المتوسط المقصود. لذا فالوصايا والفرائض التى أبطلها السيد بجسده، ليست وصايا وفرائض العهد القديم، بل الوصايا والفرائض التى تفصل بين اليهود والأمم وهي الختان وحفظ السبت.

ثانى آية: (كو 14،13:2)
"خُتِنْتُمْ خِتَانًا غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ ... وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا، إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ"

أيضًا أهل كولوسى من الأمم الوثنيين الذين قبلوا الرب له المجد فاديًا ومخلصًا، ولذا يقول لهم الرسول قبل هذه الآية بعددين: "خُتِنْتُمْ خِتَانًا غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ" (كو 11:2). فهم كسائر الجنس البشرى مولودون بالخطية الأصلية التى ورثوها عن آدم، ولذلك فالسيد سامحهم بجميع خطاياهم وخزق كتاب العهد المكتوب. الذى هو صك الخطية الذى أتعب اليهود وكان ضدًا لهم زمنًا فى فرائض متعددة من ذبائح عديدة، هذا الصك الذى رفعه السيد مسمرًا إياه بذبيحته على الصليب. فيقول القديس كيرلس عمود الدين {تحمل الصليب لأجلنا, حتى بالموت يبيد الموت، وحوكم لأجلنا ليخلص جميع البشر من الحكم بسبب الخطية, فأباد طغيان الخطية بالإيمان، وسَّمر في صليبه الصك (القيد) الذي كان ضدنا, كما مكتوب[Sermons On John, Book 6, 10]}(تفسير الرسالة لأهل كولوسي القمص تادرس يعقوب ملطي ص57).

ثالث آية: (كو 20:2-23)
"إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: «لاَ تَمَسَّ! وَلاَ تَذُقْ! وَلاَ تَجُسَّ!» الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ إِشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ"

واضح هنا أن فرائض عدم المس والذوق والجس ليس مقصودًا بها أى فريضة فى العهد القديم، بل فرائض يفرضها أهل العالم وهى وصايا وتعاليم الناس. ولهذا يقول لهم متم عن أركان العالم، ولماذا كأنكن عايشين فى العالم، وتجدر الإشارة هنا الإشارة إلى بدعة ظهرت وأشار إليها بولس الرسول قائلاً: "فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ" (1تي 1:4-3). أيضًا يمتد الأمر لمغالاة اليهود المتشددين فى الشكليات دون الجوهر، وهذا ما أشار إليه الفادى مقاومًا الناموسيون:"فَقَالَ:«وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَأَنْتُمْ لاَ تَمَسُّونَ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُمْ" (لو 46:11).

وإلا إن كان المقصود بهذه الفرائض فرائض الناموس كما يقولون، فكيف يحكم مجمع أورشليم بعدم تذوق ما ذبح للأوثان والدم والمخنوق، وعدم لمس إمراة للزنا؟ فيقول قرار المجمع:
"لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ، غَيْرَ هذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ: أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبحَ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا، الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ" (أع 29،28:15)؟

***************

فهرست

ليست هناك تعليقات