Header Ads

test

4- رأي القديس كيرلس الكبيرفي كتاب {السجود والعبادة بالروحوالحق (المقالة 15)}


4- رأي القديس كيرلس الكبيرفي كتاب {السجود والعبادة بالروحوالحق (المقالة 15)}
******************************************

أولاً:
عنوان المقالة 15 أصلاً هو [ينبغي أن نحضر أمام الله طاهرين ومغتسلين ...]، إذن لابد من الطهارة والإغتسال للحضور أمام الله. وأكد القديس كيرلس قائلاً: [أننا يجب أن ندخل بيت الله ونحن في أروع وأبهى صورة، مشمولين بالطهر ...]، وكلمة أروع وأبهى صورة هنا مقصود بها صورة الإنسان ككل، جسده وملبسه ومشاعره وروحياته، وأن يكون كل هذا مشتملاً بالطُهْر أي نقاء القلب أو "الْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ" (عب 14:12).
لكن الطُهر والقداسة لا يمنعا النظافة الجسدية والإغتسال، فكيف إذن بحسب هذا الكلام نوافق أن يتقدم ذوي السيل والنفاس للأسرار الإلهية؟!!!

ثانيًا:
هذا رأي القديس وليس عقيدة الكنيسة في ذلك الوقت، لأن كنيستنا مجمعية ولا يمكن لشخص أن يفرض رأيه على عقيدة الكنيسة وإيمانها بدون موافقة أعضاء المجمع للكنيسة المقدسة.
ذلك لأن القديس قال أكثر من مرة في هذا المقال 15 أنه يعتقد أنه كذا أو كذا، وبالطبع ان يعتقد القديس أو يفتكر إن كان الأمر هذا أو ذاك فهذا يختلف عن عقيدة الكنيسة تمامًا. والعبارة التي يقول فيها: {أعتقد من الضروري أن نتكلم هنا بمزيد من التفصيل، لأن مفهوم الوصية عميق جدًا وليس من السهل سبر غورها، ولكن دعنا نبتدئ في تفسيرها على قدر ما نستطيع.} (كتاب السجود والعبادة بالروح والحق ص 620)، هي واضحة جدًا بخصوص الوالدة.
فواضح من كلام القديس (عمود الدين) أنه بالرغم من إعتقاده بعدم سهولة الدخول لمفهوم هذه الوصية العميق جدًا، إلا أنه لم يتجرأ ليعتقد بتناول المرأة قبل انتهاء أيام نفاسها.
فهل هناك قول (ليس في المقالة الخامسة عشر التي يستشهدون بها، بل وفي كل [كتاب السجود والعبادة بالروح والحق]) يؤكد فيه تناول المرأة في أيامه وهيَ في حال نفاسها؟!!
فكيف يقررون كلامهم في هذا الشأن على أن القديس عمود الدين موافق على التقرب من الأسرار المقدسة في هذه الفترة من حياة المرأة؟!!

ثالثًا:
أيضًا في ص622 يخطئ القديس عمود الدين في إعتقاده البشري الذي يعتقده إذ يقول: {العارفون بهذه الأشياء يقولون إنه إذا حبلت بولد، فإنه يتشكل في أربعين يومًا، أما لو بنتًا، فإن تشكيلها يتأخر باعتبار أن البنت تكون مريضة وضعيفة، لأجل هذا يقولون أن البنت تحتاج إلى ثمانين يومًا حتى تتشكل تشكيلاً كاملاً} (كتاب السجود والعبادة بالروح والحق ص 622).
1) هل يوافق الطب على هذا؟!!! أن الوقت الذي يستلزم تشكيل البنت في بطن أمها ضعف الوقت الذي يتشكل فيه الولد؟!!
2) قد يكون العارفون في أيام القديس كيرلس عمود الدين قالوا معلومات خاطئة، لأن الطب لم يكن يعرف ما نعرفه الآن. فهل ما ترتب على هذه المعلومات صحيحًا، أي أن هذا سببًا حقيقيًا لعدد الأيام التي لا تتقدم فيها المرأة للأسرار بعد الولادة في حالة الولد أو البنت؟!!
ينبغي أن نعرف أن:
أقوال الله وأوامره في الكتاب المقدس في هذا الأمر تفوق كل اعتقادات الشراح والمفسرين، لذا علينا أن نطيع في تسليم كامل لهذه الأوامر. لأننا لا نستطيع أن نحتوى الوصية الإلهية بكل أبعادها، بل هي التي تحوينا وتحوي العالم بأسره.
حتى لو كنا أطباء، لأنه ليس معنى أن الطب توصل لشيء معين، أنه فشل في التوصل لأشياء أخرى يعرفها الله.
فها هو القديس كيرلس الكبير حينما أراد أن يفسر الأمر الإلهي بأقوال الطب والعلماء أخطأ، فهل نحن نسعى لتكرار الخطأ بأخذ رأي الأطباء في ذات الأمر؟!!

رابعًا:
يذكر القديس كيرلس أن الأمر يتعلق بمعصية آدم الأصلية، وهو ما قد تسلمه عن الآباء الذين سبقوه قائلاً: [وبما أننا صرنا شركاء الطبيعة الإلهية، صرنا على صورة المسيح، وهكذا نصد المعاصي، فتختفي النجاسة ويهرب كل الدنس الذي قبلناه، لأن ولادتنا لا تغذي بعد الفساد بسبب معصية آدم. لكن تصير نبعًا للحياة وعدم الفساد بفضل تبريرنا بواسطة المسيح الذي قبل أن يقدم نفسه ذبيحة لأجلنا مثل حمل حقيقي بلا عيب، كيمامة إلهية وروحية.] (إقتباس من ص 622 من ذات المصدر السابق).

ولذا إعتبرت فترة الولادة والطمث مرتبطة بنجاسة خطية آدم، وقال كيمامة إلهية وروحية لأن هذه هي الذبيحة التي تقدم لتطهير المرأة بعد أيامها سواء 40 أو 80 يوم. فالأمر الخاص بعدم التقرب للمقدس موجود، لكن ذبيحة السيد المسيح هو اليمامة الإلهية التي صارت عوض كل يمامة وكل ذبيحة كانت تقدم في العهد القديم.

ولذلك علينا أن نوضح أن الوصية تحوي أمران للتطهير:

الأمر الأول: عدم لمس المقدس + غسل الماء لأجل النظافة الجسدية وهو موجود حتى يومنا هذا، لأن الرب لم يكمله ولم يقل أي شيء بخصوصه في العهد الجديد.

الأمر الثاني: تقديم ذبيحة لمغفرة خطية آدم (سبب الموت وسبب النجاسة)، وهذه الذبيحة مع بقية كل ذبائح العهد القديم أُبْطِلَتْ في الذبيحة الحية الدائمة التي لرب المجد يسوع. والتي بها غقرت لنا خطية آدم الجدية، ونُلنَا استحاق غفرانها بالمعمودية المقدسة، لكننا فقط نتذكر هذه الخطية التي غفرت لنا بدم الرب يسوع المسيح لكي نتوب عن خطايانا.

فلماذا لا يكون التذكير بالخطية الأصلية للأم (والأب تبعًا)، وكيف خلصهما منها الرب، وتكون دافعًا للتوبة؟!!
ولماذا لا تفهم عدم الطهارة الجسدية بمفهوم روحي فتسعى الأم لتنقية ذاتها روحيًا أيضًا؟!!
وهل قوة الناموس في الوصية والشريعة الإلهية أم في الذبائح والطقوس المصاحبة لهذه الوصية والتي أُبْطِلَتْ في العهد الجديد؟!!
فلو قوة الناموس في الذبائح والطقوس المصاحبة للوصية والشريعة الإلهية، فليست لها أي سلطان علينا في العهد الجديد.
ولكن: إن كانت قوة الناموس المقصودة هِيَ في الوصية والشريعة الإلهية ذاتها، فلم لا تسيطر عليها وتؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان؟!!
"قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ" (غل 24:3).

هل زوال لعنة الناموس بصليب رب المجد، معناها ألا نتذكر خطايانا التي أعتقنا منها الرب بصليبه؟!!
إذن لماذا أمر الله موسى وشعبه لأن يتذكروا ليلة الفصح وخروجهم من مصر، ويعيدوا له ويسأل أصغر طفل أكبر رجل لماذا كل هذا؟!!
وحتى في العهد الجديد تذكر بولس الرسول الفصح مع القول أن فصحنا هو ربنا يسوع المسيح
"إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا إِذًا لِنُعَيِّدْ، لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ، وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ، بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ." (١كو ٨،٧:٥).
وهكذا هناك آيات نصحنا فيها الكتاب المقدس لنتذكر أحداثًا لأجل خلاصنا، فبولس الرسول لما استدعى قسوس أفسس ذكرهم بكلمات الرب يسوع لكي ما يدفعهم للعطاء:
"فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ، مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ»" (أع ٣٥:٢٠).
وأيضًا ذَكَّر أهل كورنثوس بكلام التبشير الذي بشرهم به وقبلوه لكي يخلصوا به:
"وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا!" (١كو ٢،١:١٥).
وقد حَفَّزنا القديس بطرس الرسول في رسالته الثانية لنتذكر أقوال الأنبياء، ووصية الرسل التي هيَ وصية الرب يسوع، لأجل استقامة التعليم وميراثنا الأبدي.
"هذِهِ أَكْتُبُهَا الآنَ إِلَيْكُمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، فِيهِمَا أُنْهِضُ بِالتَّذْكِرَةِ ذِهْنَكُمُ النَّقِيَّ، لِتَذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا الأَنْبِيَاءُ الْقِدِّيسُونَ، وَوَصِيَّتَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ، وَصِيَّةَ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ" (٢بط ٢:٣).
وهذا ما فعله في عظته بعد حلول الروح القدس أنه ذكرهم بما فعله وما قاله الأنبياء محفزًا إياهم على التوبة:
"وَأَمَّا اللهُ فَمَا سَبَقَ وَأَنْبَأَ بِهِ بِأَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ، أَنْ يَتَأَلَّمَ الْمَسِيحُ، قَدْ تَمَّمَهُ هكَذَا. فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ" (أع 18،19:3).
إذن تَذَكُرْ الخطية الأصلية وما عمله مخلصنا لأجل خلاصنا إنما يدفعنا إلى التوبة.


فهرست

ليست هناك تعليقات