سـابعًا: مشكلة تشويه صورة المسيحية مساواة الرجل للمرأة ورئاسته لها 1- القول بأن السيد المسيح ألغى سيادة الرجل على المرأة فى العهد الجديد
سـابعًا: مشكلة تشويه صورة المسيحية مساواة الرجل للمرأة ورئاسته لها
1- القول بأن السيد المسيح ألغى سيادة الرجل على المرأة فى العهد الجديد
******************************************
هل نتيجة الغواية كانت فى العهد قديم وغير موجودة فى العهد الجديد؟ وهل ألغيت بالفعل رئاسة الرجل على المرأة فى العهد الجديد؟ أما عقوبة الخطية فسنناقشها لاحقًا
أولاً: سنتكلم فى موضوع الغواية
هل الغواية وما تلاها من نتائج كانت فى العهد القديم فقط، أم مازالت آثارها موجودة فى العهد الجديد؟
للإجابة سنرد من العهد الجديد بما قاله معلمنا القديس بولس الرسول:"لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي. وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ" (1تي 11:2-15).
فلو كانت سيادة الرجل على المرأة فى العهد القديم فقط كما يقولون، فها هى السيادة مازالت موجودة فى العهد الجديد. بل ولا يأذن بولس الرسول بوحى الروح القدس، للمرأة أن تعلم أو تتسلط على الرجل. وهذا بسبب الغواية التى أغويت بها المرأة.
قال القديس بولس الرسول هذا بالطبع لأجل أعمال الكهنوت من وعظ وتعليم وغير ذلك، وليس عن تهميش دور المرأة فى الكنيسة والخدمة وعمل الكرازة الذى تقوم به وتشهد به أيضًا آيات الكتاب المقدس.
فيقول العلامة ترتليان: {لا يُسمح للمرأة أن تتكلم في الكنيسة (1كو 35،34:14)، ولا أن تعلم أو تعمد أو تنسب لنفسها عملًا خاصًا بالرجل من كل الأعمال الكهنوتية[Adv. Mare. 5:8:11; De Anima 9:4.]}(تفسير رسالة تيموثاوس الأولي - القمص تادرس يعقوب ملطي ص47)، هنا يظهر العلامة ترتليان أن الامتناع يقدم على أساس أنه لا يناسب طبيعتها كامرأة، وليس تحقيرًا من شأنها.
لكنها فى كل الأحوال لاتتسلط على الرجل، فيقول بولس الرسول:
فى رسالته لأفسس: "أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ" (أف 22:5).
وفى رسالته لكولوسى: "أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ" (كو 18:3).
ويقول بطرس الرسول فى رسالته الثانية: "كَذلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ ... فَإِنَّهُ هكَذَا كَانَتْ قَدِيمًا النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ" (1بط 5،1:3).
ثانيًا: مفهوم رئاسة الرجل فى ضوء العهد الجديد
لقد غَيَّر العهد الجديد مفهوم رئاسة الرجل للمرأة، بأن رئاسة الرجل للمرأة كرئاسة السيد له المجد للكنيسة، لكن الرئاسة لم يتم إلغاؤها.
فيقول الكتاب:"لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ" (أف 23:5).
وكلمة وهو مخلص الجسد (أى جسد المسيح) فكما أن رئاسة الرب يسوع للكنيسة هو لخلاصها، ينبغى أيضًا للرجل أن تكون رئاسته للمرأة هى للعمل على خلاصها وأبديتها، وإلا لا تكون هذه الرئاسة بحسب فكر المسيح وفكر العهد الجديد.
ويقول أيضًا:"أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا" (أف 25:5).
فإن كان الرجل سيحب إمرأته، فقد عين الرب به كيف يحبها وعلى أى مثال. يحبها كما أحب المسيح الكنيسة وسلم نفسه فداء لها. فلابد لكل رجل ليس أن يضحى فقط من أجل إمرأته، بل أن يبذل نفسه وحياته بل يموت لأجلها.
لم تكن رئاسة المسيح على رأسه فعلى الرأس شوك، عوض الشوك الذى داسته عروسه بزوغانها عنه. بل كانت رئاسته على كتفه كمسؤولية، عن خلاص تلك المرأة وأولادها الذين هم أولاده، فقد تنبأ سفر إشعياء عن رئاسة السيد المسيح قائلاً:"وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ" (إش 6:9).
فقد كانت رئاسته صليبًا ضخما يرزح تحت ثقل خطاياها، حمله لكى يفديها بحياته وتحصل هى على الحياة الأبدية معه والفرح الدائم الذى لا ينطق به ومجيد.
ويحبها أيضًا بلا شروط وبلا منفعة يرجوها منها، فالسيد المسيح:"وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رو 8:5).
هذه هى الرئاسة والسيادة التى كان يقصدها الله على مر التاريخ الإنسانى، لم يفهمها البشر فى العهد القديم وظنوها كسيادة السادة لعبيدهم، ولكن فهمها آباؤنا الرسل بعد أن عاينوا وتعلموا وتتلمذوا للرب يسوع إلهنا.
إذن ما معنى الأيات التي تساوي الرجل بالمرأة؟
فيذكر الرسول بولس:"لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (غل 28:3) وأيضًا:"غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ" (1كو 11:11).
معروف أن الرجل والمرأة سواء أمام الله في المسيح يسوع، وهم في الرب واحد لهم نفس المواعيد والميراث والحياة الأبدية.
هذا الكلام فى الرب، أى أن الرجل كالمرأة عند الرب، ليس واحد أعلى والآخر أقل. فالله هو الخالق لكليهما ولهما نفس الدرجة لديه سواء الرجل إو المرأة، والأثنين لهما الميراث الأبدى هناك.
ولذلك يقول بطرس الرسول أنهن وارثات مع الرجال أيضًا:"كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ" (1بط 7:3).
والرئاسة هنا بسبب الغواية، وقد قال بولس الرسول:"وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي" (1تي 14:2).
وحين قال سفر التكوين:"فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ" (تك 6:3)، لم يقل أن المرأة أغوته.
حتى آدم نفسه لم يقل أن حواء أغوته:"فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ»" (تك 12:3).
[فالغواية معناها الضلال والتملق والمداهنة]
فلما نقول الحية أغوت حواء أى أضلتها بتملقها ومداهنتها، أما آدم فما الداعى لأن تضله حواء أو تتملقه وتداهنه؟
وفى صلوات الإكليل المقدس،يوصى الكاهن العروس ويقول: {فكونى معه كما كانت أمنا سارة مطيعة لأبينا إبراهيم وكانت تخاطبه يا سيدى، فنظر الله إلى طاعتها له وبارك عليها وأعطاها اسحق بعد الكبر}.
***************
Post a Comment