Header Ads

test

ثانيًا: مشكلة النجاسة بين الأمس واليوم: 1- القول أن لا نجاسة في العهد الجديد بعد أن تقدسنا في المعمودية


ثانيًا: مشكلة النجاسة بين الأمس واليوم:
1- القول أن لا نجاسة في العهد الجديد بعد أن تقدسنا في المعمودية
******************************************
(1)
كلنا نقول أنه لا نجاسة
بعد أن اعتمدنا وتقدسنا بالروح القدس في جرن المعمودية
ولكن أيضًا من الخطأ أن ننسب إلى الله في العهد القديم أنه ظالم، وأنه قال بنجاسة الرجل أو المرأة في حال سيل أجسادهم، خصوصًا أنهم ليس لهم أي ذنب في هذه الإفرازات التي يفرزها الجسم كناحية فسيولوچية.
فبالنسبة لمعنى النجاسة في العهد القديم، المقصود به ليس مفهوم (التحقير) الذي يفكر فيه أهل العالم، فيسمون الكلب نجسًا مثلاً. وليس بمفهوم الخطية، لأن سواء الرجل أو المرأة في إفرازاتهم الفائضة عن إحتياج الجسم ليسوا خطاة، فهذه الأمور ليست منهم وهِيَّ بحسب الطبيعة خارجة عن إرادتهم. ولهذا هِيَّ فقط تحتاج إلى تطهير الماء (أي الإغتسال بالماء) وهذا ما ورد في الكتاب المقدس من أن التطهير يكون بالماء.

فلو قلنا أن الله في العهد القديم قال أن إفرازات الجسم نجسة نجاسة الخطية، نجعل الله ظالم فيلصق خطية بمن ليس له يد فيها!!حاشا.

(2)
عقيدة التوماه
النجاسة التي يتكلم عنها العهد القديم هى بحسب الفكر اليهودي، لا للتحقير ولا خطية إطلاقًا.
النجاسة بحسب العهد القديم والتي فهمها بها اليهود (إخلاء الروح)، وأن يكون الإنسان في هذه الحالة حاملاً للموت (عقيدة التوماه أو التامي).
فيقول مراد سلامة في كتابه المرأة في العهد القديم ص127: [ولذلك ظهرت عقيدة التوماه، وأصبح كل من يحدث له إخلاء الروح لا يقترب من الهيكل، حتى يفهموا أن إخلاء الروح لا يسر الله، ويستوعبوا أن تقديم الذبائح البشرية لا يسر الله، ولا يكفر عن خطاياهم، ومن يحدث له إخلاء روح أو يتلامس مع شخص حدث له إخلاء روح، فإنه يبقى منفصلاً عن الجماعة المحيطة به، حتى يستوعبوا ويفهموا ...].
أي أن كل شخص يكون حاملاً خلايا ميته (خالية من الروح) داخله (كحيوانات منوية ميتة أو بويضات ميتة)، وفي هذه الحالة لا يليق لهذا الإنسان أن يقف في الموضع المقدس لله الحي وهو يحمل الموت داخله. وعلى هذه العقيدة اليهودية (عقيدة التوماه)، نقدر أن نفسر لماذا الله قال لموسى: "لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى ههُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ  مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ" (خر 5:3). فالحذاء المصنوع من جلد الحيوانات الميت، لا يمكن الدخول به إلى الهيكل المقدس (أرض الأحياء).

ولذلك فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكتفي بالإغتسال من الماء في حال الإفرازات للتطهير، أما الشق الخاص بذبيحة التطهير في العهد القديم، قد أُبطل بذبيحة السيد له كل المجد، ويتم تناولها بعد النظافة الجسدية أولاً كما أمر الله.
لكن لابد أن نعرف أن فيض الإنسان لا يمكن التحكم فيه، (إلا إذا كان مقصودًا ويصاحبه خيالات وشهوة خطية) وفي هذا الحال وجب عليه أن يتوب ويعترف مقرًا بخطيته أمام الكاهن قبل التناول.
والرجل يأتيه فيضه في حال النوم فقط، فيمتنع عن التقدم للأسرار صباح هذا الفيض فقط. أما المرأة ففيضها مستمر ويأتيها في أي وقت وفي أي حال. سواء نائمة أو قائمة أو ماشية أو واقفة، ولذلك لابد أن تنتظر حتى تنتهي أيامها.

فالنجاسة هنا تعني عدم النظافة وليس الخطية أو التحقير، ولذلك يقول الكتاب في شريعة التطهير بالإغتسال بالماء، وذلك بالنسبة لسيل الرجل في (لا 13،10،8،5:15)، وبالنسبة للعلاقات الجنسية في (لا 18،16:15)، وبالنسبة لسيل المرأة في (لا 27،21:15)، لذلك لا يجب أن نتكلم عن الذبيحة التي إبطلت بدم مخلصنا الصالح فقط.

(3)
هناك فرق بين النجاسة والدنس
فكلمة النجاسة الواردة في (لا 12 ، لا 15) لا تعني دنس الخطية على الإطلاق.

بل هى بحسب الترجمة الإنجليزية unclean فعلى سبيل المثال آية (لا 19:15) والتي هي:
"وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ، وَكَانَ سَيْلُهَا دَمًا فِي لَحْمِهَا، فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ ([نَجِسًا]) إِلَى الْمَسَاءِ"
مذكورة في الترجمة الأنجليزية
"And if a woman have an issue, and her issue in her flesh be blood, she shall be put apart seven days: and whosoever toucheth her shall be ([unclean]) until the even."
أي أن كلمة ([نجس]) في الكتاب المقدس = ([unclean])، أي عدم نظافة.

+المعنى الكتابي للنجاسة هو عدم الطهارة الجسدية وليس الروحية أي عدم النظافة، وليس كما نعرفه بالثقافة العربية أنه قذر أو مُنحَط، أو خاطئ خطية الدنس. وإلا فإني أسأل: ما هى خطية الميت حتى يكون نجسًا؟!!
وما هى خطية الطيور والحيوانات التي منعنا عنها الله لأنها نجسة؟!!

+ أيضًا لم تَقُل كنيستنا على مر تاريخها بنجاسة المرأة لا في تقليدها ولا الدسقولية وللا قوانينها، فهل أقوال لأشخاص سواء من الإكليروس أو الشعب تجعلنا نغير فكر الكنيسة كله بأن المرأة نجسة في سيلها؟!!
ولِما لا يكون الرجل أيضًا نجسًا في سيله بذات المفهوم العربي أو الخطية؟!!!
(4)
هناك نوعان من التطهير في هذا الأمر
+ التطهير بالماء أي النظافة بالماء لأن الأمر يعتبر عدم نظافة في الجسد، فكان يجب التطهير بالماء وعدم الوقوف في الأقداس بغير النظافة الجسدية، مثلما يغسل الكاهن يده أكثر من مرة قبل الشروع في التقرب للذبيحة المقدسة. ولذا علينا أن نعلم شعبنا التطهير والإستعداد الجسدي قبل التقدم للأسرار المقدسة. أليس كذلك؟

+ التطهير من الخلايا الميتة (أي الموت) الذي يصاحب هذا السيل والذي لا يمكن الوقوف به في أرض الأقداس الحية، ولهذا كان يجب التطهير بذبيحة تموت عن هذا الإنسان الذي يحمل الموت، حتى يعود مرة أخرى ليدخل إلى الأقداس. وهذه الذبيحة وكل ذبيحة في العهد القديم قد أُبطِلَت بالذبيحة الحية التي لرب المجد يسوع، الذي أحيانا من بعد موت وأعادنا للأقداس مرة أخرى.

ولكن هل يليق أن نتقدم للإقداس بدون النظافة الجسدية؟ هل يليق بنا أن نتقدم للحياة ونحن نحمل موت؟
ألا يليق بنا أن نستعد جسديًا قبل أن نقف أمام ملك الملوك في موضعه المقدس ونُحسَب كأنناواقفوان في السماء؟!!!

(5)
هناك البعض يخلطون بين الإغتسال الذي أمر به الله في (لا 12 & لا 15)، وبين إغتسال اليهود لأيديهم قبل الأكل.
لا علاقة بين شريعة تكلم بها الله رأسًا في العهد القديم، وبينتقليد وضعه البشر. وقد تكلم فيه الفريسيون مع رب المجد، الذي أجابهم بكل صراحة: "وَأَنْتُمْ أَيْضًا، {لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ؟} فَإِنَّ اللهَ أَوْصَى قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمْ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. {فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ!} يَا مُرَاؤُونَ! حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَني {وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ}" (مت 3:15-9).
فليس هناك أي علاقة بين شريعة راسخة تكلم بها الله وهى واجبة التنفيذ، وبين تقليد الناس الذي أدانه الرب يسوع، ولكنه لم يَدِن (لا 12) ولا (لا 15).




فهرست


ليست هناك تعليقات