ج- هل المرأة في هذه المدة تكون مثل نازفة الدم؟!!

ج- هل المرأة في هذه المدة تكون مثل نازفة الدم؟!!

*********************************

يقولون: كما أن الرب يسوع لم يمنع نازفة الدم التي بحسب الشريعة نجسة من امس هدبه، هكذا أيضًا لا يمنع المرأة في هذه المدة من الإقتراب وقت المعمودية.

ما علاقة موضوع النفاس وشريعة تطهير الوالدة، بموضوع الطمث، وبموضوع المرأة نازفة الدم الذي لا علاقة له بالطمث (كما أوضحنا سابقًا في ص66 من هذا الكتاب)؟!!

المرأة نازفة الدم لم تكن والدة، ولم تكن طامث أيضًا، بل كانت مريضة مدة اثنتي عشر سنة. وشريعة تطهير الوالدة في (لا 12)، تختلف عن شريعة الطامث في (لا 15). إلا في القول بالنجاسة وقد أوضحنا سابقًا أن مفهوم النجاسة في العهد القديم هو بمعني عدم النظافة الجسدية، وأن كنيسة العهد الجديد لا تقول بالنجاسة بعد المعمودية في هذا الأمر على الإطلاق.

ولكن مع كل هذا نتساءل:

هل هِيَ جاءت للرب وطلبت منه الإقتراب ولمس هدب ثوبه ولم يمنعها، أم أنها جاءت من ورائه دون علمه ولمست هدب ثوبه؟!!

لنستعرض النص ونستكشف هل هِيَ أخبرته وهو لم يمنعها أم ماذا؟!!

"43وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقَدْ أَنْفَقَتْ كُلَّ مَعِيشَتِهَا لِلأَطِبَّاءِ، وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تُشْفَى مِنْ أَحَدٍ، 44جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَلَمَسَتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. فَفِي الْحَالِ وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا. 45فَقَالَ يَسُوعُ: «مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي؟» وَإِذْ كَانَ الْجَمِيعُ يُنْكِرُونَ، قَالَ بُطْرُسُ وَالَّذِينَ مَعَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، الْجُمُوعُ يُضَيِّقُونَ عَلَيْكَ وَيَزْحَمُونَكَ، وَتَقُولُ: مَنِ الَّذِي لَمَسَنِي؟» 46فَقَالَ يَسُوعُ: «قَدْ لَمَسَنِي وَاحِدٌ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي». 47فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهَا لَمْ تَخْتَفِ، جَاءَتْ مُرْتَعِدَةً وَخَرَّتْ لَهُ، وَأَخْبَرَتْهُ قُدَّامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ لأَيِّ سَبَبٍ لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ بَرِئَتْ فِي الْحَالِ" (لو 43:8-47).

فإن كان لم يمنعها، فلماذا جاءت من ورائه ولم تلمس إلا هدب ثوبه كما في الآية (44)؟!!

ولماذا إذن قال هذا لتلاميذه؟!!

ولماذا لما أخبر التلاميذ بالقوة التي خرجت منه ولما عرفت أنها لم تختفِ جاءت مرتعدة؟!!

ثم يقولون: عن نازفة الدم ألم تلاحظوا أنها أخرجت منه قوة؟!

وهذا الأمر أيضًا يجعلنا نتسائل: ما الذي فعلته هذه المرأة حتى تُخرِج منه قوة؟

هل تجاسرت فلمسته مخالفة للناموس فخرجت منه القوة، أم لمسته في انسحاق وإيمان لأجل الشفاء فخرجت منه القوة؟!!

الآيات لم تتكلم عن إقدامها على لمسه بكل جسارة، إنما تكلمت عن مدحه لها لأجل إيمانها:

"فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا، فَقَالَ: «ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ" (مت 22:9).

"فَقَالَ لَهَا: «ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ»" (لو 48:8).

فهرست

المقدمة:

1- مقدمة نيافة الأنبا هدرا مطران أسوان ورئيس دير الأنبا باخوميوس بجبل إدفو - -6