3- هل النجاسة عمومًا في العهد القديم هي دنس الخطية فقط؟
ثانيًا: مشكلة النجاسة بين الأمس واليوم:
3- هل النجاسة عمومًا في العهد القديم هي دنس الخطية فقط؟
***************************************
لم تقال كلمة نجاسة على سيل الرجل والمرأة فقط، بل هناك العديد من الأشياء
والكائنات صنفها الله تحت بند النجاسة، ومن يمسها يتنجس أيضًا.فهل هي خاطئة؟!!
مثال ذلك البُرَّصْ (لا 13)، وهناك الثوب الأبرص، والبيت الأبرص (لا
14).
أيضُا أكل الميتة والمخنوق نجس
وبخلاف ما تم ذكره في (لا 11) يقول العهد القديم أن هناك بهائم نجسة
وأخرى طاهرة:
"فَتُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالنَّجِسَةِ،
وَبَيْنَ الطُّيُورِ النَّجِسَةِ وَالطَّاهِرَةِ. فَلاَ تُدَنِّسُوا نُفُوسَكُمْ
بِالْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ، وَلاَ بِكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِمَّا
مَيَّزْتُهُ لَكُمْ لِيَكُونَ نَجِسًا" (لا 25:20).
وهنا نتسائل:
هل الثوب والبيت والميت أخطأوا حتى يكونوا في نجاسة؟!!
وهل الميتة والمخنوق، والحيوانات والمائيات والطيور والدبيب المذكورين في (لا
11)أخطأوا حتى يكونوا في نجاسة، ومن يأكلها يتنجس؟!!
إذن كما أن هناك حالات نجاسة تشمل الخطية والدنس كالزنى والفجور والجان
والتوابع (لا 18&19)، هناك أيضًا حالات نجاسة طبيعية بمعنى عدم النظافة
الجسدية (لأنها تحدث بطريقة طبيعية لا يد للإنسان أو الحيوان فيها) وليست دنس ولا خطية.
فالنجاسة هي عدم الطهارة عمومًا (سواء جسدية، أو نفسية أو روحية).
حين نزلت الملاءة على بطرس في (أع 10) ولم يرد أن يأكل:
"فَقَالَ بُطْرُسُ: «كَلاَّ يَا رَبُّ! لأَنِّي لَمْ آكُلْ قَطُّ شَيْئًا
دَنِسًا أَوْ نَجِسًا». فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضًا صَوْتٌ ثَانِيَةً «مَا طَهَّرَهُ
اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!»" (أع 15،14:10).
لقد قال له للرب: "كَلاَّ يَا رَبُّ! لأَنِّي لَمْ آكُلْ قَطُّ
شَيْئًا دَنِسًا أَوْ نَجِسًا" (أع 14:10).
فلم يكن بطرس قادرًا أن يميز بين الدنس والنجاسة، لأن كل ما في الملاءة من
كل دواب الأرض وطيور السماء (ليس فيهم دنس الخطية أصلاً). لكن الرب قال له
حتى الخطاة الدنسين (يقصد الأمم) الذين طهرهم الله ليقتبلوا للمعمودية المقدسة
لنوال الروح القدس.
إذن ليس هناك نجاسة بل كل الأمم الخطاة الذين قبلوا الرب، هو طهرهم لينالوا
الروح القدس بالمعمودية.
فإن قال الرب هذا عن من يقبلونه مخلصًا وفاديًاقبل اقتبالهم إلى المعمودية
التي ستقدسهمليكون مستحقين لنوال الأسرار الإلهية.هل معنى ذلك أن يأتوا للمعمودية
بكل جسارة وبلا استعداد جسدي ولا نفسي ولا روحي؟!!
أم لأن الرب طهرهم، يتجاسرون في هذا السر الذي يقدسهم بالروح القدس؟!!
إن كان الذي يعتمد يستعد روحيًا ويعترف بخطاياه أمام الكاهن قبلاً، هل
يستعد روحيًا ولا يتأهل نفسيًا لهذا السر العظيم؟!!وهل يستعد روحيًا ونفسيًا ولا
يستعد جسديًا؟!!
إن كان هذا في المعمودية المقدسة التي تمنحنا مواهب الأقنوم الثالث بحلوله
فينا، فهل نستهين بالتناول الذي يمنحنا جسد ودم الأقنوم الثاني المتجسد؟!!
***************
فهرست
Post a Comment