- هل هذه المدة التي أمر بها الرب هي وسيلة إيضاح ومشاركة من الأم للطفل؟
- هل هذه المدة التي
أمر بها الرب هي وسيلة إيضاح ومشاركة من الأم للطفل؟
****************************************
يقولون: طالما تم تعميد الطفل فمن المفروض أن تنتهي وسيلة الإيضاح، لأن
مشاركة الأم للمولود نوع من المسؤولية الأدبية، وينتهي تذكيرها بما حدث في الخطية
الأصلية.
هل إيمان وتعاليم وعقائد الكنيسة وسائل إيضاح وليست حقائق؟!!
قد يكون النظام والطقس وحجاب الهيكل وأيقونات الكنيسة والشورية والبخور
وغيرها وسائل إيضاح، ولكن هل الأوامر والصلوات والعقائد والشريعة في الكتاب المقدس
وسائل إيضاح؟!!
وبمفهوم ما قدمناه من شواهد ودلائل من الكتاب المقدس وكتاب الخدمات:
من الذي يشارك من الإنتظار حتي تنتهي المدة المحددة وتتم المعمودية، الطفل
حتى تكون هِيَ إشبينة له، أم الأم التي تشارك الأبن خطيته الأصلية؟!!
وهل تذكيرها بما حدث في الخطية الجدية، ينتهي بمعمودية الطفل أم بالفترة
التي حددها الله بوحي الروح القدس لتطهيرها؟!!
هل تكون الكنيسة مضطرة لعماد المولود إذا تعرض للخطر قبل
انتهاء المدة ؟
****************************************
يقولون: أن الكنيسة هي التي فرضت هذه المدة لعماد الطفل، ولكن إذا تعرضت
حياته للخطر واضطرت الكنيسة أن تعمده قبل نهاية هذه الفترة، فإن الأم لا تقترب إلى
الأسرار المقدسة حتى تنتهي المدة المحددة.
[أولاً]
من هو المضطر في هذه الحالة، الأب والأم وأسرة الطفل أم الكنيسة؟!!
الكنيسة غير مضطرة في هذه الحالة، لأن في أي ساعة يمكن تعميد الطفل حتى ولو
بعد ولادته مباشرة. فالكاهن في صلاة الحميم يقول لأب وأم الطفل وصية هِيَ:
{إسمع أيها الأب واسمعي أيتها الأم: إحتفظوا بهذا الطفل في كل الأوقات
والدرجات حتى ينال صبغة العماد المُحيية، لتخلصوا من ذنبه أمام رب البَرِية،
وتحظوا بالنعم السمائية، لتفوزوا بالخلاص وتنجوا من القصاص، [وإياكم وتأخير
العماد]، فإنه موهبة رب العباد نبلغ به بر الرشاد، ولا يعاين أحد نور القدوس إلا
من اعتمد بالماء والروح القدس، كما أوصى في أنجيله القدوس، وقاكم الإله القدير من
مكائد العدو الشرير، ودبركم بأحسن تدبير إلى النفس الأخير .. آمين} (صلاة الحميم -
كتاب الخدمات بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية).
ومن هذه الوصية التي توصي بها الأب والأم نتسائل:
هل الكنيسة تطلب تأخير العماد إلى وقت معين، 40 أو 80 يوم مثلاً؟!!
من المضطر في هذه الحالة للتعميد قبل أن تنتهي المدة المحددة، أليس الأب
والأم حتى يخلصوا من ذنبه وينجوا من القصاص، وحتى يحظوا بالنِعَم ويفوزوا
بالخلاص؟!!
[ثانيًا]
الأم لا تقترب إلى الأسرار المقدسة حتى تنتهي المدة المحددة، لماذا؟
هل لأنها مغضوب عليها، أم لأنها حاملة طفل وارث للخطية كما يقولون؟!!
إن كان الطفل الحامل للخطية قد اعتمد وتخلص منها، فما الداعي لأن تنتظر
الأم باقي المدة لا تقترب من الأسرار؟!!
أليس لأن الشريعة هى شريعة تطهيرها هِيَ لا الولد أو البنت؟!!
هكذا أمر الوحي في الكتاب المقدس:
"وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
قَائِلاً: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَرًا، تَكُونُ نَجِسَةً
سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. وَفِي
الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً
وَثَلاَثِينَ يَوْمًا فِي دَمِ [تَطْهِيرِهَا]. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ
تَمَسَّ، وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ
[تَطْهِيرِهَا]. وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى، تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا
فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْمًا فِي دَمِ
[تَطْهِيرِهَا]" (لا 1:12-5)
وهكذا أيضًا جاء في بشارة معلمنا لوقا:
"وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ [تَطْهِيرِهَا]، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى،
صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ" (لو 22:2)
فالتطهير تطهير الأم من أيام نفاسها وليست
القضية قضية المولود بحسب الشواهد التي قدمناها.
إذن فهذا الأمر من الله في العهد القديم ليس
سيطرة من الناموس علينا، ولا وسيلة إيضاح ولا انتساب ولا مشاركة ولا مسئولية أدبية
تجاه الطفل.
فهرست
Post a Comment